عنوان الكتاب: سيرة الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى

المجلس وتَفرّق عنه النّاس قلتُ له: يا أبا عبد الله! لقد رأيتُ منك اليوم عجَبًا! قال: نعم، إنّما صبرتُ إجلالًا لحديث رسول الله [1].

وقال سيدنا مصعب بن عبد الله رحمه الله تعالى: كان سيدنا مالك رحمه الله تعالى إذا ذُكِر النبيّ يَتَغيّرُ لونُهُ وينحني حتّى يَصعُبَ ذلك على جلسائه، فقيل له يومًا في ذلك.

فقال: لو رأيتُم ما رأيتُ لما أنكرتُم عليَّ ما تَرونَ، ولقد كنتُ أرى محمّدَ بن المنكدر رحمه الله تعالى، وكان سيّدَ القُرّاءِ لا نكاد نسأله عن حديثٍ أبدًا إلَا يَبكِي حتّى نَرحَمَه[2].

توقيره لمدينة سيدنا رسول الله

رُوي عن سيدنا الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أنّه قال: رأيتُ على باب مالك رحمه الله تعالى كراعًا مِن أفراس خراسان ويقال مصر: ما رأيتُ أحسن منه، فقلتُ لمالكٍ رحمه الله تعالى: ما أحسنه!

فقال: هو هدية منّي إليك يا أبا عبد الله.

فقلتُ: دعْ لنفسِك منها دابةً تركبها؟

فقال: إنّي أَستَحي مِن الله أنْ أطأ تربةً فيها نبيُّ الله بحافر دابة[3].


 

 



[1] "الشفا"، القسم الثاني، فصل في سيرة السلف في تعظيم...إلخ، ۲/۴۶.

[2] "الشفا"، القسم الثاني، فصل واعلم أن حرمة النبي بعد موته..إلخ، ۲/۴۲.

[3] "إحياء علوم الدين"، كتاب العلم، الباب الثاني في العلم المحمود...إلخ، ۱/۴۸.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25