عنوان الكتاب: سيرة الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى

والأخلاق الحميدة، وربّما مِن لحظةِ صدقٍ وإخلاصٍ في النصيحة مع توفيق الله تعالى تقع النصيحة في قلوبهم ويتجنّب هو والآخرون هذه الأغاني والمعاصي، ومثل هذا أثناء انتظار السيّارة أو الحافلة، نلاحظ نفس المشاهد المحزنة في غرفة الانتظار، فيمكن في مثل هذه المناسبة أيضًا دعوة الناس بالحكمة واللّطف إلى الخير، وهناك العديد من الأمثلة الأخرى في الفرص الدعويّة، وهذا العمل سبب للفوز بالأجر العظيم من الله تعالى، ولذلك فإنّ الشيطان يحاول أنْ يحرمنا من هذا العمل الذي فيه أجر عظيم بإلقاء الوساوس في صدورنا، مع أنّ الموعظة تنفع أهل الإيمان بالله حيث قال الله تعالى: ﴿وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٥٥ [الذاريات: ٥٥]، كذلك هناك أحاديث نبويّة كثيرة تحثّ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال رسول الله : «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ»[1].

هل نكره المنكَر بالقلب؟

أيها الأحبّة! ينبغي أنْ نسأل أنفسنا: إذا رأينا شخصًا يرتكب منكرًا ولا نستطيع أنْ نغيّره بأيدينا أو ألسنتنا فهل نكره ذلك في قلوبنا؟ نحن عادة نكره ونستاء عندما يتأخّر الطعام، أو يزيد الملح فيه، أو إذا غاب


 

 



[1] "صحيح مسلم"، كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي...إلخ، ص ۴۹، (۱۷۷).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25