عنوان الكتاب: سيرة الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى

فيُشَفِّعَهُ اللهُ تعالى، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا ٦٤ [النساء: ٦٤][1].

أيها الأحبّة! سمعتم وعرفتم كم كان سيدنا الإمام مالك رحمه الله تعالى محبًّا للحبيب المصطفى معظّمًا له!؟ كان يتحمّل كلّ شيءٍ في حقّ نفسه ولكن إذا رأى أحدًا يسيئ الأدبَ برفع صوته في المسجد النبوي لم يسعه رحمه الله تعالى أنْ يسكت على فعله، بل كان يأمره بالمعروف مباشرة ويذكّره بالأدب مع سيدنا النبي ، وبأنّ هذا المكان المقدّس ذكر الله تعالى آدابه في محكم تنزيله، وفي القصّة السابقة ظهر لنا حبُّ سيدنا الإمام مالك رحمه الله تعالى للحبيب المصطفى ، وأنّه ما كان يفوت أيّ فرصةٍ في الدعوة إلى الخير.

ولكن مع الأسف صار الحرص على الدعوة إلى الخير اليوم يتضاءل، وحال المسلمين اليوم كما تعلمون من حدوث المنكرات حتّى في منازلنا أو حيّنا أو شوارعنا أو حاراتنا، لكن ربّما مع قدرتنا على إيقافه، إلّا أنّنا ننشغل عنه أو نتشاغل فلا ندعو إلى الخير، وحين يتمّ تشغيل الأغاني أو الأفلام في السيّارة أو الحافلة أثناء السفر، فهذه فرصة ومناسبة للدعوة إلى الله بالجهد الفردي في نصح السائق بالحكمة


 

 



[1] "الشفا"، القسم الثاني، الباب الثاني، فصل واعلم حرمة النبي ، ۲/۴۱.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25