عنوان الكتاب: الوضوء والعلم الحديث (على المذهب الشافعي)

أوّلًا، ثم المضمضةُ ثم الاستنشاقُ ثم غَسل الوجه ثم غسل الأعضاء الأخرى، هذا الترتيبُ مُفيدٌ للوقاية من مرضِ الفالج، وإن ابتدأ المتوضِّئ الوضوء بمسحِ الرأسِ أو غَسل القدمين يمكن أن يُصاب بأمراضٍ كثيرةٍ، إضافة إلى أنّه لم يصحّ الوضوء شرعًا لعدم تحقّق الترتيب[1].

عالم أهمية السواك

أخي الحبيب! إنّ كلّ سنّة مليئة بالحِكَم القيِّمة، علمناها أو لم نعلمها، والأمر كذلك في السواك، ثبتت فوائد عظيمة وينطوي على حِكَمٍ جليلةٍ.

يُحكى أنّ أحد التجّار قال: لقيتُ رجلًا بمدينة سويسرا كان قد أسلم حديثًا، فأهديتُه سواكًا، فأخذه بفرحٍ وقبّله وسالت الدموع على خديه، ثمّ أخرج سواكًا صغيرًا جدًّا، وقال: هذا سواك أعطاني إيّاه بعض المسلمين حين اعتنقتُ الإسلام، وما زِلتُ أتسوّكُ به يوميًّا، لكنّي قلقٌ بكيفيةِ الحصول على سواكٍ آخر، ولكن بفضل الله جاء منك لي، فشكرًا لك.

ثم أضاف قائلًا: كنتُ أعاني من ألمٍ في الأسنان واللثّة، ولم أجد له علاجًا عند الأطبّاء، وبدأتُ أتسوّكُ بهذا المدّة، فتخلّصتُ من مرضي بحمد الله خلال عدّة أيّام، وحين ذهبتُ إلى الطبيب تعجّب، وقال: إنّ الوصفة الطبّيّة التي أعطيتك إيّاها لا تعالج ذلك بهذه السرعة.

فتفكّرتُ بالسرّ الغريب لذلك؟ وتأمّلتُ قول الطبيب فتذكّرتُ أنّي


 

 



[1] "مغني المحتاج" للشربيني، كتاب الطهارة، باب الوضوء، ١/١٨٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26