عنوان الكتاب: فتح الأبواب لمن يبتغي للأموات الأجر والثواب (على المذهب الشافعي)

الصَّلاة كي لا تفوت الْجَماعةُ ولا يعتاد أحدٌ تركها بسَبَبِ التَّكاسُلِ والإهمالِ، والأَفْضَلُ أنْ يُدْعَى النّاسُ إلى مَأدُبَةِ الغَداءِ بَعْدَ صَلاةِ الظُّهْرِ ومَأدُبَةِ الْعَشاءِ بعْدَ صَلاةِ العِشاءِ؛ فإنّ فيه سُهوْلَةً لأَداءِ الصَّلاةِ جَماعةً في الأَغْلَبِ، وكذا على الْمُضِيفِ والطَّبّاخِ ومُوَزِّعِ الطَّعامِ أنْ يَتْرُكُوا جَمِيعَ الأُموْرِ، ويَهْتَمُّوْا بالصَّلاةِ جَماعةً في الْمَسْجِدِ إذا حانَ وَقْتُ الصَّلاةِ.

آداب زيارة ضرائح الأولياء

حين يَحْضُرَ الْمَرءُ لزيارة الأَولِياءِ والصّالِحين في حَياتِهم الدُّنيَوِيّةِ الظّاهِرةِ فإنه يأتي مِن بينِ أَيدِيهِمْ، فإنّه لَوْ جاءَ مِنْ خَلْفِهمْ شَقَّ عليهِمْ رؤيته مِن الْخَلْفِ بل إن هذا لا يليق بالزائر، فلذا يَنبَغِيْ لِمَنْ زارَ ضَرِيْحَ أَحَدِ الصّالِحين أنْ يَأتِيَ إليه مِنْ قِبَلِ الرِّجْلَينِ ويَقِفَ تُجَاهَ وَجْهِه مُسْتَدبِرًا القِبْلَةَ بَعِيدًا عنه بنَحْوِ أربعةِ أَذْرُعٍ على الأَقَلِّ، ويَقُوْلَ: السَّلامُ عليك يا سَيِّدِيْ ورحمةُ اللهِ وبرَكاتُه ثم يَقْرَأُ الفاتِحةَ مَرَّةً وسُوْرَةَ الإخلاصِ إحْدَى عشَرَةَ مَرَّةً (ويُصَلِّيْ على النبيِّ مَرَّةً أوْ ثَلاثَ مَرّاتٍ قَبْلَه وبَعْدَه) ثم يُهْدِي الثَّوابَ إليه وَفْقًا للطَّرِيقةِ الْمَذكورةِ آنِفًا ويَدْعُوْ.

وقد ذكر حاجي خليفة في كتابه "كشف الظنون" عن القاضي شهبة عند ذكر معجم الصحابة للشيخ أحمد بن علي الهمداني الشافعي رحمه الله تعالى، أنه قال: إن الدعاء عند قبره مستجاب[1]، وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: إنّي لأتبرّكُ بأبي حنيفة رحمه الله تعالى وأجيءُ


 

 



[1] "كشف الظنون"، ج٢، ص١٧٣٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33