عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

عثمان يقول: أبشِرْ يا ابنَ عفان برَوْحٍ ورَيحان. أبشِرْ يا ابنَ عفّان بربِّ غيرِ غضبان. أبشر يا ابن عفّان برضوان وغُفران. قال: فالتفتّ فلم أرَ أحداً([1]). وروي عن سهم بن حبيش قال: فلما أمسينا قلت: لئن تركتم صاحبكم حتّى يصبح مثلوا به، فانطلقوا به إلى بقيع الغرقد فأمكنا له من جوف الليل ثم حملناه وغشينا سواد من خلفنا فهبناهم حتّى كدنا أن نتفرّق عنه فنادى مناد: لا روع عليكم اثبتوا، فإنّا قد جئنا لنشهده معكم، وكان ابن حبيش يقول: هم والله الملائكة([2]).

أيها المسلمون: وقد حزِن الناس عليه حُزْناً شديداً يوم شهادته وبكى كبار الصحابة خاصّة سيّدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وتأسَّفوا عليه أسَفاً بالغاً، ولماذا لا يبكون ويتأسَّفون ويَحْزَنون وهم يفتقدون رجلاً صالحاً وإماماًً عادلاً حكم بهم بشريعة الله ولم يداهن أعداء الله ولم يحارب في دين الله؟! كان من الأشدّاء على الكفّار الرحماء بالمؤمنين وقال الله تعالى يصف الصحابةَ بشدّة الرحمة ولين الجانب لبعضهم بعضاً وشدّتهم على الكفّار: ﴿Ӊ£Jpt’C ãAqߙ§‘ «!$# 4 tûïÏ%©!$#ur ÿ¼çmyètB âä!#£‰Ï©r& ’n?tã



([1]) ذكره ابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق"، ٣٩/٤٤٢.

([2]) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، نسبة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، ١/٧٩، (١١٠).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259