عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

من كان معه كان فوق البيت ولم يكن معه إلاّ امرأته فقتلوه وخرجوا هاربين من حيث دخلوا وصرخت امرأته فلم يسمع صراخها من الْجَلبَة، فصعدت إلى الناس فقالت: إنّ أمير المؤمنين قتل، فدخل عليه الحسن والحسين ومن كان معهما فوجدوا عثمان مذبوحاً فانكَبُّوا عليه يبكون([1]).

أيها المسلمون: فينبغي أن نحبّ أصحاب النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم وندعو بالخير لجميعهم ولا نتعصّب لأحد منهم، فإنّ من سبّ أصحابَ النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم خسر الدنيا والآخرة وقد حكي أنّ قافلة الحجاج دخلت المدينة المنوّرة ثم خرجت إلى ضريح أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان معهم رجلٌ يكره سيدَنا عثمانَ بن عفان رضي الله تعالى عنه ويسبّه فلم يخرج معهم بقصد الإهانة لسيّدنا عثمان رضي الله تعالى عنه، ثم رجَع أهل القافلة إلى بلادهم وكانوا على ذلك إلى أن ظهر وحشٌ ضار فانتزَعه فمزَّقه أشلاء، فلمّا رأى ذلك أهلُ القافلة قالوا: هذا عقاب إخلاله بالتعظيم لسيّدنا عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه([2]).

 



([1]) ذكره ابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق"، ٣٩/٤١٨، والطبري في "الرياض النضرة في مناقب العشرة"، ٢/٦٥.

([2]) ذكره عبد الرحمن الجامي في "شواهد النبوة"، صـ٢١٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259