عنوان الكتاب: العاشق الأكبر

في مَرَضِه فقالوا له: يا خَلِيْفَةَ رَسُوْلِ الله، ألاَ نَدْعُوْ لَكَ طَبِيْبًا يَنْظُرُ إلَيْكَ؟ قال: «قدْ نَظَرَ إلَيَّ»، قالوا: فمَاذَا؟ قال لكَ؟ قال: «إنِّي فَعَّالٌ لِمَا أُرِيْدُ»([1])، مَعْنَاه أنَّ الله تعالى حَكِيْمٌ لا يَسْتَطِيْعُ أَحَدٌ أنْ يُزِيْلَ مَشِيْئَةَ الله تعالى، وكانَ لِسَيِّدِنا أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه تَوَكُّلٌ صادِقٌ على الله سبحانه وتعالى.

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد

أخي الحبيب:

إنّ سَيِّدَنا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ رضي الله تعالى عنه كانَ يُحِبُّ النَّبِيَّ الْكَرِيْمَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم حُبًّا شَدِيْدًا، حتَّى مَرِضَ بحُبِّه ولَيْسَ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ أنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ حَبِيْبِه وأمَّا نَحْنُ فكَثِيْرٌ مِنَّا حُبُّه لِلدُّنْيَا أَعْمَى بَصِيْرَتَه فأَصْبَحَ أَسِيْرَ الْهَوَى، وإذا فَشِلَ في تَحْقِيْقِ مَطالِبِه تَحَسَّرَ علَيْه.

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد

اِخْتَلَفَ النَّاسُ في سَبَبِ وَفَاةِ أَبِيْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه، وقيل: تُوُفِّيَ رضي الله تعالى عنه بسَبَبِ لَدْغِ الْحَيَّةِ، وقيل: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم


 



([1]) ذكره ابن أبي شيبة في "مصنفه"، كتاب الزهد، ٨/١٤٦، (١٠)، والسيوطي في "تاريخ الخلفاء"، صـ٨١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

49