عنوان الكتاب: العاشق الأكبر

بَكْرٍ، وعُمَرُ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِيْنِه، والآخَرُ عَنْ شِمَالِه، وهو آخِذٌ بأَيْدِيْهِمَا، وقالَ: «هكذا نُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»([1]).

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد

أخي الحبيب:

كانَ سَيِّدُنا أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه مِنْ عُشَّاقِ الْحَبِيْبِ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم واقْتَدى بالنَّبِيِّ الكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وصَبَرَ وثبَتَ عِنْدَ الابْتِلاَء، وإنّ سِيْرَةَ سَيِّدِنَا أَبِيْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه تُعْطِيْنَا دَرْسًا أنْ نَصْبِرَ، ونتَثَبَّتَ عند التَّعَرُّضِ لِلْمَصَائِبِ التي تُصِيْبُنَا في سبيل الله.

أخي الحبيب:

إنّ سِيْرَةَ سَيِّدِنَا أَبِيْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه تُعْطِيْنَا دَرْسًا أيضًا أن لا نَبْكِي علَى الدُّنْيَا ولا نَجْعَلَ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا نَبْكِي، ونَتَحَسَّرُ عَلَى ما فاتَنَا مِنْ متَاعِ الدُّنْيَا، بل يَجِبُ أنْ نَبْكِي مَحَبَّةً في الْحَبِيْبِ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وتَشَوُّقًا لِرُؤْيَتِه، ويُقَدِّمَ مَحَبَّتَه صلّى الله تعالى عليه وآله


 



([1]) ذكره الترمذي في "سننه"، كتاب المناقب، ٥/٣٧٨، (٣٦٨٩)، وابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق"، ٢١/٢٩٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

49