عنوان الكتاب: العاشق الأكبر

صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم الَّذِي يقولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: «يا رَبِّ أُمَّتِي، أُمَّتِي»، وَالْحَقُّ الَّذِي لا مرية فيه أنَّه صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إنْ قالَها مَرَّةً وقُلْنَا دَائِمًا: «يا رَسُوْلَ الله، يا حَبِيْبَ الله» لن نُؤَدِّيَ حَقَّه.

وعَنْ سَيِّدِنا عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما: «يُوْضَعُ لِلأَنْبِيَاءِ مَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ يَجْلِسُوْنَ علَيْهَا ويَبْقَى مِنْبَرِي لا أَجْلِسُ علَيْه قائِمًا بَيْنَ يَدَي رَبِّي عزّ وجلّ مُنْتَصِبًا بأُمَّتِي مَخَافَةَ أَنْ يُبْعَثَ بِي إلَى الْجَنَّةِ وتَبْقَى أُمَّتِي بَعْدِي، فأَقُوْلُ: يا رَبِّي أُمَّتِي أُمَّتِي»، فيقولُ اللهُ تعالى: ما تُرِيْدُ أَنْ أَصْنَعَ بأُمَّتِكَ يا محمّدُ؟ فأَقُوْلُ: «يا رَبِّ عَجِّلْ حِسَابَهم، فيُدْعَى بِهِمْ فيُحَاسَبُوْنَ، فمِنْهُم مَن يَدْخُلُ الْجَنَّةَ برَحْمَةِ الله تعالى، ومِنْهُمْ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بشَفَاعَتِي، فلا أَزَالُ أَشْفَعُ حتَّى أُعْطَى صِكًّا برِجَالٍ قدْ أُمِرَ بِهِم إلى النَّارِ حتَّى أنَّ خَازِنَ النَّارِ لَيَقُوْلُ: يا محمّد ما تَرَكْتُ لِغَضَبِ رَبِّكَ في أُمَّتِكَ مِنْ نِقْمَةٍ»([1]).

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد


 



([1]) ذكره علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين في "كنز العمال"، كتاب القيامة، باب الشفاعة، الجزء الرابع عشر، ٧/١٧٨، (٣٩١١١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

49