عنوان الكتاب: نصائح العلم والحكمة

وعليه طويلة فشكّ فيه أبو عبد الرحمن فقال: من هذا الرجل؟ فقالوا له: هذا ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فقال أبو عبد الرحمن رحمه الله تعالى: لقد رفع الله ابني، فرجع إلى منزله، فقال لوالدته: لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحداً من أهل العلم، والفقه عليها، فقالت أمُّه: أيّما أحبّ إليك ثلاثون ألف دينار؟ أو هذا الذي هو فيه من الجاه؟ قال: لا، والله إلاّ هذا، قالت: فإنّي قد أنفقتُ المال كلّه عليه، قال: فوالله ما ضيّعته[1].

أيها المسلمون: في هذه القصة، عبر بالغة للمرأة المسلمة، التي تقوم بتربية الأولاد على التعليم الدنيوي، لكي يحوزوا المناصب والشهادات، ولكن لا تركز على التعليم الديني، والتربية الإسلامية، فإنّ الولد عندما لا يحبّ أمَّه، ويكرهها ويسبّها، ويشتمها وينهرها، ويزجرها ويرفع الصوت عليها فأخذت الأمُّ المسكينة تبكي وتندب حظّها من شدّة حزنها، وحرقة قلبها، فإن عملتْ على تربية طفلها إيمانيّاً، وعلى تأديبه بآداب الإسلام، فلم تَر منه سوء فعل.

صلّوا على الحبيب!        صلّى الله تعالى على محمد


 



[1] ذكره أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣هـ) في "تاريخ بغداد"، ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي واسم أبي عبد الرحمن فروخ مولى آل المنكدر التيمي، تيم قريش وكنية ربيعة أبو عثمان، ويقال أبو عبد الرحمن، ٨/٤٢١.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

69