عنوان الكتاب: نصائح العلم والحكمة

وعن سيّدنا أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: «لأن أتعلّم مسألة أحبّ من قيام ليلة»، وعنه قال: «من رأى أنّ الغُدُوّ إلى العلم ليس بجهاد، فقد نقص في رأيه، وعقله»[1].

وروي أنّ النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم كان يحدّث إنساناً فأوحى الله إليه أنّه لم يبق من عمر هذا الرجل الذي، تحدّثه إلاّ ساعة§، وكان هذا وقت العصر، فأخبره الرسول الكريم بذلك، فاضطرب الرجل وقال: يا رسول الله، دلّني على أوفق عمل لي في هذه الساعة، قال: «اشتغل بالتعلّم». فاشتغل بالتعلّم، وقبض قبل المغرب، قال الراوي: فلو كان شيء أفضل من العلم، لأمره النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم به في ذلك الوقت[2].

وروي أنّ فروخاً أبا عبد الرحمن أبو ربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيّام بني أمية غازياً، وربيعة حمل في بطن أمّه، وخلف عند زوجته أمّ ربيعة ثلاثين ألف دينار، فقدم المدينة بعد


 



[1] ذكره الدمياطي (ت ٧٠٥هـ) في "المتجر الرابح"، صـ٢٢، (٣٣).

§ قال العلاّمة بدر الدين العيني رحمه الله تعالى في "شرح سنن أبي داود": والساعة: اسمٌ لجزء مخصوص من الزمان ويرد على أنحاء، أحدها: يطلق على جزء من أربعة وعشرين جزءاً، وتارة تطلق مجازاً على جزء ما غير مقدر في الزمان فلا يتحقّق، وتارة تطلق على الوقت الحاضر، ٤/٣٦٣. وقال العلامة الحصكفي رحمه الله تعالى في "الدّر المختار": والساعة في عرف الفقهاء: جزء من الزمان لا جزء من أربعة وعشرين، ٣/٤٩٩.

[2] ذكره الفخر الرازي (ت ٦٠٦هـ) في "التفسير الكبير"، ١/٤١٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

69