عنوان الكتاب: نصائح العلم والحكمة

ولقد أحسن الحسن بن أبي زياد اللؤلؤي صاحب أبي حنيفة فيما بلغنا عنه: أنّه استفتي في مسألة، فأخطأ فيها ولم يعرف الذي أفتاه، فاكترى منادياً فنادى أنّ الحسن بن أبي زياد استفتي يوم كذا وكذا، في مسألة، فأخطأ، فمن كان أفتاه الحسن بن أبي زياد، بشيء، فليرجع إليه، فلبث أيّاماً، لا يفتي، حتّى وجد صاحب الفتوى، فأعلمه أنّه أخطأ، وإنّ الصواب كذا وكذا، والله أعلم[1].

[٥٧]: وينبغي على الإنسان أن يقول: «لا أدري»، فيما يجهل، أو يرشد إلى غيره ممن يظنّ في البلد أنّه خير منه، وأعلم بالحقّ, وإلاّ فليقل: أمهلوني حتّى أراجع الكتب، وأنظر في المسألة, فإذا اطمأنّ إلى الصواب بالأدلّة, فأفتى بما ظهر له من الحقّ، وأمّا من أفتى بغير علم, وتجرّأ على الفتوى، استحقّ عذاباً يوم القيامة، فعن سيدنا عبيد الله بن أبي جعفر رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «أجرأكم على الفتيا، أجرأكم على النار»[2].


 



[1] ذكره ابن الصلاح في "أدب المفتي والمستفتي"، صـ٤٦.

 [2] أخرجه الدارمي (ت ٢٥٥ هـ) في "سننه"، باب الفتيا وما فيه من الشدة، ١/٦٩، (١٥٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

69