عنوان الكتاب: نصائح العلم والحكمة

وعن سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وهو يقول: «من أفتَى بغير علم، لعنته ملائكة السماء والأرض»[1].

وقال سيدنا الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: «إنّ الإخبار بأمر كاذب، من كبائر الذنوب، وإن كان مع القصد، فهذا افتراء على الشريعة المطهّرة، والافتراء على الشريعة، افتراء على الله تعالى»[2]. وقد كان السلف الصالح رحمهم الله تعالى قديماً، يتورّعون عن الإجابة على المسألة، فعن سالم بن عبد الله بن عمر: أنّ رجلاً سأله عن شيء، فقال له سالم: لم أسمع في هذا بشيء. فقال له الرجل: إنّي أرضى برأيك. فقال له سالم: لعلّي أخبرك برأيي، ثم تذهب، فأرى بعدك رأياً آخر، غيره، فلا أجدك[3].

[٥٨]: ولا يعجّل في الفتوى، والحكم، إلاّ بعد التثبت، والوقوف على الدليل, والطمأنينة إلى أن يظهر الحقّ، ولا حرج أن يؤجّل إلى وقت آخر, حتّى يراجع الدليل, وحتّى يراجع الكتب في ذلك، ولا يفتي إلاّ على بصيرة، ولا يجوز أن يفتي عن غير علم، ولا


 



 [1] ذكره ابن عساكر (ت ٥٧١ هـ) في "تاريخ دمشق"، (١٠٩١٤)، ٥٢/٢٠.

[2] ذكره الإمام أحمد رضا خان البريلوي في "الفتاوى الرضوية"، ٢٣/٧١١.

 [3] أخرجه ابن عبد البر القرطبي المالكي في "جامع بيان العلم و فضله"، باب معرفة أصول العلم وحقيقته، (٨١٦)، صـ٢٨٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

69