عنوان الكتاب: سمكة المدينة

مَعَ السَّأَمِ والْمَلَلِ والتَّذَمُّرِ، ثُمّ يُتْبِعُ إِنْفَاقَه بِالْمَنِّ والأَذَى، مَعَ أَنَّ هذِه الصَّدَقَاتِ تُطَهِّرُ الأَمْوَالَ وتُزَكِّيها مِنَ الدَّرَنِ ومع أَنّ الْمُتَصَدِّقَ جَدِيْرٌ به أَنْ يَمْشِيَ بنَفْسِهِ إلى الْفَقِيْرِ ويَلقَاهُ بأَدَبٍ جَمِيْلٍ ويَسْتَقْبِلَهُ بحَفَاوَةٍ وبِشْرٍ وتَرْحَابٍ، ويُعْطِيَ زَكَاتَه أو صَدَقَتَه إلَيْه، وإليكَ أَخي أَرْبَعَةَ أَخْبَارٍ تُرَغِّبُكَ في الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ:

[١]: رَفَعَ رَجُلٌ إلى سَيِّدِنا الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله تعالى عنهما رُقْعَةً فقَالَ: «حاجَتُكَ مَقْضِيَّةٌ»، فقِيْلَ لَه: يا اِبْنَ رَسُوْلِ الله لَوْ نَظَرْتَ في رُقْعَتِهِ ثُمَّ رَدَدْتَ الْجَوَابَ على قَدْرِ ذلك فقَالَ: يَسْأَلُنِي اللهُ عزّ وجلّ عن ذُلِّ مَقَامِهِ بَيْنَ يَدَيَّ حَتَّى أَقْرَأَ رُقْعَتَهُ.

اِسْتَشْعِرْ مَعِيَ أَخِي كَيفَ أَنَّ سَيِّدَنا الإمَامَ الْحَسَنَ الْمُجْتَبَى رضي اللهُ تعالى عنه قَدْ آثَرَ خَشْيَةَ اللهِ، والْخَوْف مِنْه على حُبِّ المال وهذا حال الْمُؤْمِنِ الصادق، وهو يعلم بأنَّ الْمَالَ يُشْتَرَى به الأَشْيَاءُ، ولكِنْ لا يُشْتَرَى به القُلُوْبُ.

[٢]: قالَ سَيِّدُنا اِبْنُ السَّمَّاكِ رحمه الله تعالى: «عَجِبْتُ لِمَنْ يَشْتَرِي الْمَمَالِيْكَ بمَالِهِ ولا يَشْتَرِي الأَحْرَارَ بَمَعْرُوْفِهِ»[1].


 



[1] ذكره الغزالي في "إحياء علوم الدين"، ٣/٣٠٤.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37