النوع وهكذا إلى أن ينتهى[1] إلى نوع لا نوع له تحته وهو السافل ونوع الأنواع كالإنسان. قوله: [وما بينهما متوسطات] أي ما بين العالي والسافل في سلسلتي الأنواع والأجناس تسمى متوسطات، فما بين الجنس العالي[2] والجنس السافل أجناس متوسطة[3]، وما بين النوع العالي والنوع السافل أنواع متوسطة، هذا إن رجع الضمير إلى مجرد العالي والسافل، وإن عاد إلى الجنس العالي والنوع السافل المذكورَين صريحاً كان المعنى ما بين الجنس العالي والنوع السافل متوسطات، أما جنس متوسط فقط كالنوع العالي[4] أو نوع متوسط فقط.................
[1]قوله: [هكذا إلى أن ينتهى] لأن الترتيب في الأنواع الإضافية لا يجري إلا باعتبار الخصوص وأخص الكل يكون نوعا لكل ونوعَ الأنواع. (تحفة)
[2]قوله: [فما بين الجنس العالى والجنس السافل...إلخ] إن قلت: إن ما بين النوع السافل والنوع العالى هو الحيوان والجسم النامي فقط، وما بين الجنس السافل والجنس العالى هوالجسم النامي والجسم المطلق فقط، فكيف يصحّ قول الشارح: ½فما بين الجنس العالى والجنس السافل أجناس متوسطة وما بين النوع العالى والنوع السافل أنواع متوسطة¼ بصيغة الجمع في الموضعين؟ قلتُ: إن المنطقيين اصطلحوا فيما بينهم على أن يطلقوا صيغة الجمع على ما فوق الواحد وإن كان إثنين. ألا ترى : أنهم يقولون: "والكليات إن تفارقا كليا فمتباينان" بصيغة الجمع والمراد الإثنان بدليل تثنية الضمير، ومثل ذلك كثير في كلماتهم. (قم)
[3]قوله: [أجناس متوسطة] واعلم أنه لما جرى عادة المنطقيين بتمثيل الجنس العالي بالجوهر والنوع السافل بالإنسان، وكان تحت الجوهر ثلاثة أجناس، الجسم والجسم النامي والحيوان، وفوق الإنسان ثلاثة أنواع: الحيوان والجسم النامي والجسم، سموا الجنس العالي جنس الأجناس؛ لأنه فوق ثلاثة أجناس، والنوع السافل نوع الأنواع ؛ لأنه تحت ثلاثة أنواع. (تحفة)
[4]قوله: [كالنوع العالى] كالجسم المطلق لأنه جنس متوسط؛ لأن فوقه جنسا وهو الجوهر وتحته جنسا وهو الجسم النامي وليس بنوع متوسط؛ إذ ليس فوقه نوع بل فوقه جنس عالٍ. (تحفة)