عنوان الكتاب: شرح التهذيب

خاتمة: أجزاء العلوم ثلاثة،.............................

قد أجملوه وأهملوه[1] مع كونه من المهمات وطوّلوا في الاقترانيات الشرطية ولوازم الشرطيات مع قلّة الجَدْوى[2]، وعليك بمطالعة كتب القدماء فإنّ فيها[3] شفاء العليل ونجاة الغليل. قوله: [أجزاء العلوم] كل علم من العلوم المدوّنة[4] لا بد فيه من أمور ثلاثة أحدها: ما يبحث عن خصائصه[5] والآثار المطلوبة منه أي يرجع جميع أبحاث[6] العلم إليه وهو الموضوع وتلك الآثار هي الأعراض الذاتية[7]، 


 



[1]قوله: [قد أجملوه وأهملوه] وكان الواجب عليهم تصوير الصناعات الخمس كإتيان القياسات ونتائجها وبيان أحكامها. (تحفة)

[2]قوله: [الجدوى] الجَدْوَى: العَطِيَّةُ، يقال: ما أَصَبْتُ من فلانٍ جَدْوَى قَطُّ، ويقال: هو عَظِيمُ الجَدْوى. وفى المَثَلِ: "شَغَلَتْ شِعَابِى جَدْواى، " أي: شَغَلَتْنِى النَّفَقةُ على عِيالِى عن الإِفْضالِ على غَيْرِى. يُضْرَب للمُعْتذِر عن تَرْك الجُودِ والإِفْضال. وله معانى آخر: المَطَرُ العامُّ والفائِدَةُ والمَنْفَعةُ. (لغات)

[3]قوله: [شفاء العليل ونجاة الغليل] الأول بالعين المهملة والثاني بالغين المعجمة، فلا يخفى لطف العبارة، إذ الشفاء والنجاة اسمان لكِتَابينِ من مصنَّفات الشيخ مع ما فيه من إيراد اللفظين المتجانسين. (تحفة)

[4]قوله: [من العلوم المدوّنة] أي: المجموعة المكتوبة، من التدوين بمعنى: الجمع تقول: دوّنتُ الصحف إذا جمعتها. والديوان بكسر الدال وفتحها الكتاب الذي يكتب فيها أهل الجيش وأهل العطية والوظائف، يقال: إن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أول من دوّن الدواوين في العرب، والأصل في "الديوان"، ½دِوّان¼ فعوض عن إحدى الواوين ياء؛ لأنه يجمع على "دواوين" ولو كانت الياء أصلية لَمَا صحّ هذا وقد يجمع أيضا على دياوين من غير رد إلى الأصل ولذلك قال بعضهم بأصالة الياء. (قم)

[5]قوله: [عن خصائصه] أي: خصائص العلم، جمع خصيصة، هي والخاصة مترادفان. أي: أحواله الخاصة. (تحفة بتصرف)

[6]قوله: [أبحاث] جمع البحث وهو في اللغة: التفتيش والتفحّص، وفي الاصطلاح: إثبات النسبة الإيجابية أو السلبية بالدليل وحمل الأعراض الذاتية لموضوع العلم عليه. (تحفة)

[7]قوله: [وتلك الآثار هي الأعراض الذاتية ] قد تقدم في المقدمة أن العرض الذاتي ما يعرض الشيء إما

أولا وبالذات كالتعجب اللاحق للإنسان من حيث إنه إنسان وإما بواسطة أمر مساوٍ لذلك الشيء كالضحك الذي يعرض حقيقةً للمتعجب ثم ينسب عروضه إلى الإنسان بالعرض والمجاز. هذا ما ذهب إليه القدماء وقال المتأخرون: إنه ما يلحق الشيء لذاته ولجزئه أو لخارج يساويه. (قم)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304