عنوان الكتاب: شرح التهذيب

وأما سفسطي يتألف من الوهميات والمشبهات..........

منها ترغيباًً أو ترهيباً[1]، وإذا اقترن بها سجع أو وزن كما هو المتعارف[2] الآن لازداد تأثيراً. قوله: [وأما سفسطي] منسوب إلى سفسطة وهي مشتقة من سوفسطا معرب "سوفا اسطا" لغة يونانية بمعنى الحكمة المموّهة أي المدلّسة. قوله: [من الوهميات] هي القضايا التي يحكم فيها الوهم من غير المحسوس[3] قياساً على المحسوس كما يقال: ½كل موجود فهو متحيّز¼. قوله: [والمشبهات] هي القضايا الكاذبة الشبيهة بالصادقة الأولية[4]........................................


 



[1]قوله: [ترغيبا وترهيبا] أما الأول فكقول الشاعر: اَلنَشْرُ مِسْكٌ وَالْوُجُوْهُ دَنَا   نِيْرُ وَأَطْرَافُ الْأَكُفِّ عَنَمُ والثاني كقول القائل: وَإِذَا أَشَارَ مُحَدِّثاً فَكَأنّه    قِرْدٌ يُقَهقِه أَوْ عَجُوْزٌ تَلْطِمُ (دروس البلاغة)، والغرض من الشعري انفعال النفس بالترغيب والترهيب ويروجه الوزن والصوت الحسن، قيل: ومِن هذا سمّى الشعر الذي هو واحد الأشعار بالشعر؛ لأن المطالب إذا أديتَ به، يكون أوقع في النفوس تأثيرا.

[2]قوله: [كما هو المتعارف الآن...إلخ] يعني: أن اقتران القضايا المخيّلة بالوزن لم يكن متعارفا عند القدماء وإنما هو متعارف الآن. وأن تأثيرها يكون كثيرا إذا تنشد بصوت طيب. (تحفة)

[3]قوله: [من غير المحسوس] قيد به؛ لأن حكم الوهم في الأمور المحسوسة حق لتصديق العقل له فيها كمسائل الهندسة؛ فإنها شديدة الوضوح لا يكاد يقع فيها اختلاف الآراء وأما أحكام الوهم في المعقولات الصرفة فكاذبة؛ بدليل أن الوهم يساعد العقل في المقدمات البينة الإنتاج وينازعه في النتيجة كما في قولنا: الميّت جماد وكل جماد لا يخاف منه فهاتان المقدمتان صادقتان لكن الوهم يحكم بأن الميت يخاف منه فقد نازع العقل في النتيجة مع موافقة له في المقدمتين. (حسن العطار)

[4]قوله: [الشبيهة بالصادقة الأولية...إلخ] وذلك أما أن يكون من جهة الصورة أو من جهة المادة. أما الأول: فبأن لا يكون على هيئة منتجة، إما لعدم تكرر الأوسط أو لاختلاف بعض الشروط المعتبرة فيها كمّا أو كيفا أو جهة، أما الأول (أي: لعدم تكرر الأوسط) فكقولنا: كل إنسان له شعر وكل شعر ينبت من محل فالإنسان ينبت من محل. وكقولنا: السكين في البطيخ والبطيخ ينبت في البستان فالسكين ينبت في البستان، وأما الثاني (أي: لاختلاف بعض شروط المعتبرة فيها) فكقولنا: كل إنسان حيوان وبعض الحيوان فرس ينتج: بعض الإنسان فرس وكقولنا: لا شيء من الإنسان بفرس وكل فرس حيوان. ينتج: لا شيء من الإنسان بحيوان وكقولنا: لا شيء من الإنسان بفرس وكل فرس حيوان. ينتج: لا شيء من الإنسان بحيوان وكقولنا: في المثال المفروض سابقا: كل حمار بالفعل مركوب زيد بالإمكان وكل مركوب زيد بالفعل فرس بالضرورة. ينتج: كل حمار فرس بالضرورة. وكلها كاذبة والسبب انتفاء كلية الكبرى في الأول وإيجاب الصغرى في الثاني وفعليتها في الثالث هذا في الشكل الأول وقِسْ عليه سائر الأشكال. وأما الثاني (أي: بجهة المادة): فإما أن يكون من جهة اللفظ أو من جهة المعنى. والأول (أي: من جهة اللفظ): كأن يكون المطلوب وبعض مقدماته شيئا واحدا ويسمى: بـ½المصادرة على المطلوب¼ كقولنا: كل إنسان بشر وكل بشر ضاحك. ينتج: كل إنسان ضاحك. وكأن يكون الحد الأوسط من الألفاظ المشتركة يراد به في الصغرى معنى وفي الكبرى معنى آخر كقولنا: هذا عين (مشارا به إلى الذهب) وكل عين باكية (مرادا به الباصرة) فهذا باكٍ، وأما الثاني (من جهة المعنى) فكقولنا لصورة الفرس المنقوشة في الجدار: إنها فرس وكل فرس صاهل فهي صاهلة. وذكر بعض الفضلاء: من هذا الباب الحكم على الجنس بحكم نوع منه مندرج تحته نحو: هذا لون واللون سواد فهذا سواد. والحكم على المطلق بحكم المقيد بحال أو وقت كقولنا: هذه رقبة والرقبة مؤمنة فهذه مؤمنة، وكقولنا: هذا (مشيرا إلى الأعشى) مبصر والمبصر يبصر بالليل فهذا يبصر بالليل، ووضع الطبيعية موضع الكلية كقولنا: الإنسان حيوان والحيوان جنس فالإنسان جنس. والبحث عن الأغاليط من جهة اللفظي والمعنوى مرقوم في"المرقاة، للمحقق فضل إمام الخير آبادي" بصورة كاملة حسنة. فارجعْ إليه إن لم تقرء قبل هذا. (قم بزيادة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304