والأول أَوْلى لحصول البراعة الظاهرة[1] بالقياس إلى قسمي الكتاب. قوله: [وجعل لنا] الظرف[2] إما متعلق بـ"جعل" واللام للانتفاع[3] كما قيل في قوله تعالى: ﴿جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا﴾ [البقرة:٢٢]،
[1]قوله: [والأول أَوْلى لحصول البراعة...إلخ] أي: كون المراد نفس الأمر عموما هو الأَولى لأنه يحصل عليه البراعة الظاهرة بالنسبة إلى قسمي الكتاب أعني المنطق و الكلام، بخلاف ما إذا كان المراد به "خصوص ملة الإسلام" إذ لا يحصل البراعة الظاهرة حينئذ إلا بالنسبة إلى قسم واحد من قسمي الكتاب وهو الكلام. ثم اعلم أن المراد من البراعة براعة الاستهلال. والبراعة مصدر برع الرجل إذا فاق أقرانه وأترابه. والاستهلال مصدر استهلّ الصبي إذا صاح عند الولادة، ثم اُستعِير لأوّل كل شيء، فبراعة الاستهلال بحسب المعني اللغوي: تفوّق الأوّلِ، وفي الاصطلاح: كون الديباجة (أي: مقدمة أو خطبة) مناسبة للمقصود كما يذكر في ديباجة كتب النحو مثلاً "الرفع" و"النصب" و"الجر" وغير ذلك مما يبحث فيه عنه. وهو في التحقيق: سبب لتفوق الابتداء لكنه سمّي باسم المسبب تنبيها على كماله في السببيّة. ورعاية براعة الاستهلال بكمالها توجد في خطبة ومقدمة فتاوى الإمام أحمد رضا خان المسماة بـ"العطايا النبوية في الفتاوى الرضوية" وإن كنتَ في المِرية فطالعْ "خطبة الكتاب وصفة الكتاب" من الجلد الأول للفتاوى الرضوية. (قم بتصرف)
[2]قوله: [الظرف] الظاهر أن قوله: ½لنا¼ ظرف لغو لا مستقر، وحينئذ إما أن يتعلق بـ"جعل" أو بـ"رفيقٍ". فإن قلت: لماذا يقال للجار و الجرور ظرف حال كونهما ليسا بظرفٍ؟ قلتُ: فإنهم ربما يطلقونه (أي: لفظ الظرف)و يريدون به الجار والمجرور تشبيها لهما به في عدم الاستقرار والاحتياج إلى المتعلّق. ولأن كثيرا من المجرورات ظروف زمانية أو مكانية فأطلق الظرف على مجموع المجرورات تجوزًا. (قم)
[3]قوله: [واللام للانتفاع] فيه إشارة إلى دفع ما قيل من أن المعنى على هذا التقدير باطل؛ فإنه يلزم كون
أفعال الله تعالى معلّلة بالأغراض والغايات، ووجه الدفع: اللام ليس لمعنى الغرض و الغاية بل للانتفاع كما في قوله تعالى: ﴿جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا﴾ (تحفة)