أي بسبب التصديق والإيمان بما[1] جاء به النبي عليه السلام. قوله: [وصعدوا في معارج الحق] يعني بلغوا أقصى مراتب الحق، فإنّ الصعود[2] على جميع مراتبه يستلزم ذلك. قوله: [بالتحقيق] ظرف لغو متعلق بـ"صعدوا" كما مرّ[3]، أو مستقرّ[4] خبرُ مبتدأ محذوفٍ أي هذا الحكم متلبّس بالتحقيق. أي: متحقّق[5]. قوله: [وبعد[6]]
[1]قوله: [بما جاء به النبي عليه السلام] من عند الله من أصول الشرائع وفروعها. (تحفة)
[2]قوله: [فإن الصعود على جميع مراتبه... إلخ] يعني: أن معنى قوله: ½صعدوا في معارج الحق¼ هو الصعود على جميع مراتب الحق لأن الجمع المضاف يفيد الاستغراق، والبلوغ إلى أقصى مراتب الحق لازم لذلك المعنى فهٰهنا ذكر الملزوم وأراد اللازم. (تحفة)
[3]قوله: [كما مرّ] أي: مثل ما مر، يعني: قول المصنف "بالتصديق" كما أنه ظرف لغو متعلق "بسعدوا" فكذلك قوله: "بالتحقيق"ظرف لغو متعلِّق"بصعدوا". (قم)
[4]قوله: [أو مستقرّ] اسم مفعول أصله: "مستقر فيه"حذفت الصلة اختصارا لكثرة دوره بينهم كقولهم في "المشترك فيه"، "المشترك" وهو في المشهور ما يكون متعلِّقه مقدّرا عاما يعم جميع الأفعال، كالكون والحصول والثبوت والوجود،كما نظم بعضهم مصادرها فقال:
أفعال عموم نزد أرباب عقول كون است ووجود است وثبوت است وحصول
والتلبس أيضا منها، إذ ما من فعلٍ له تعلقٌ بالغير إلاّ هو متلبّس به. واعلم أيضا أنّما سمّي مستقرّا لأن عامله يكون دائما مقدرا فالظرف يستقرّ مقام عامله لكونه مقدرا. واللغو يكون عامله مذكورا، فيلغو عن أن يقوم مقام متعلِّقه لكونه مذكورا. (تحفة)
[5]قوله: [أي متحقّق] إنّما فسّر به لئلا يتوهم أن معنى قوله ½متلبّس بالتحقيق¼ قريب به، فلا يثبت تحقق حكم الصعود. (تحفة)
[6]قوله: [بعد] ظرف زمانٍ كثيرا، ومكانٍ قليلا، وههنا صالح للأوّل باعتبار اللفظ والثاني باعتبار الرقم. وههنا مبني على الضم لحذف المضاف إليه ولثبوت معناه نيةً. أي: بعد البسملة و الحمدلة وما معهما. (تحفة بزيادة)