والاستفادة، وذلك بأن يبين معاني الألفاظ المصطلحة المستعملة في محاورات أهل هذا العلم من المفرد والمركب والكلي والجزئي والمتواطي والمشكك وغيرها، فالبحث عن الألفاظ من حيث[1] الإفادة والاستفادة وهما[2] إنما يكونان[3] بالدلالة فلذا بدأ بذكر الدلالة وهي كون الشيء بحيث يلزم من العلم به العلم[4] بشيء آخر، والأول هو الدالّ والثاني هو المدلول، والدالّ إن كان لفظاً فالدلالة لفظية وإلاّ فغير لفظية وكل منهما إن كان بسبب وضع الواضع وتعيينه الأول بإزاء الثاني فوضعية كدلالة لفظ زيد على ذاته ودلالة الدوال[5] الأربعة على مدلولاتها،
[1]قوله: [من حيث الإفادة والاستفادة] لا من حيث إنها موجودة أو معدومة أو جواهر أو أعراض؛ فإن هذا ليس من وظائف المنطقي. (تحفة)
[2]قوله: [وهما] أي: الإفادة والاستفادة. جواب عما يقال ما وجه الاشتغال ببيان الدلالة وتقديمها على مباحث الألفاظ. (تذهيب)
[3]قوله: [إنما تكونان بالدلالة] كيف ولو لم يدلّ الألفاظ على المعاني لَاِمتنع لنا إظهار ما في ضميرنا على غيرنا وإنّا كثير الافتقار في مصالح المآكل والمشارب إلى التعليم والتعلم ولا يمكن تعيشنا بدون المشاركة والاجتماع وإفهام ما في ضميرنا لصاحبنا وتفهم ما في ذهنه ولهذا قيل الإنسان مدني الطبع. (تحفة)
[4]قوله: [من العلم به العلم بشيء آخر...آه] كما يلزم من العلم بوجود المصنوع العلمُ بوجود الصانع أو من الظنّ به الظنُّ بشيء آخر كما يلزم من الظن بوجود السحاب عند رؤية الدخّان في الجو، الظنُ بوجود المطر أو من العلم به الظنُ بشيء آخر كما يلزم من العلم بوجود السحاب الظنُ بوجود المطر، فهذه ثلاث صور وأما الاحتمال الرابع وهو أنه يلزم من الظن به العلمُ بشيء آخر فهما لم يوجد. (تذهيب)
[5]قوله: [دلالة الدول الأربع] أي: العقود والنصب والخطوط والإشارات؛ فإن دلالتها على المدلولات وإن كانت بجعل الجاعل لكنها ليست بألفاظ، والعقود هي المفاصل التي في اليد، وأما دلالة العقود كدلالة عقد الأصابع في علم الأصبع على مرتبة من مراتب الأعداد. والنصب جمع نصبة وهي ما وضع لمعرفة الطريق، والخطوط موضوعة للنقوش التي في الأوراق، وأما دلالة الخطوط فكدلالة حروف زيد المكتوبة على الذات المشخصة. وأما الإشارات فكدلالة إشارة الحاجب أو الرأس على الدخول والخروج. (تحفة، قم)