عنوان الكتاب: شهادات مخيفة على العبد يوم القيامة

الشخص الذي يُدخله اللهُ الجنّة برحمته هو بالتأكيد أسعد الناس، لذلك علينا أنْ نتعلّم ونعيش بتواضع وتقوى، ونعمل بجدّ ونحسن أفعالنا.

يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله: لَيْسَ العَجَبُ لِمَنْ هَلَكَ كَيْفَ هَلَكَ!؟ وَإِنَّمَا العَجَبُ لِمَنْ نَجَا كَيْفَ نَجَا!؟[1].

أيُّها الأحبّة! إنّ الحسابَ يوم القيامة صعبٌ جدًّا، وحصول الفشل هناك والوقوع في النار محتمل كبير لمن لم تدركه عناية الله تعالى، فإذا كان الخلاص في ذلك اليوم صعب المنال واستحقاق الجنّة يحتاج إلى فضل الله تعالى، فدخول النّار ليس أمرًا مُستغربًا، بل المستغرب هو كيف نجا أهل الجنّة من الحساب ونالو الخلاص من عذاب النّار!؟

المشهد المخيف ليوم القيامة

أيها الأحبّة! إذا عشنا في هذه الدنيا بعدها في الآخرة كيف يمكننا أنْ ننجو من عذاب النار؟ وكيف سيحاسبنا عن أيّ عمل قمنا به؟ الأمر المحتوم أنّنا سنستلم صحيفة أعمالنا بل ستسلَّم لنا يوم القيامة، وستكون فيها جميع الأعمال مُسجَّلة ومقيّدة، سواء كانتْ صغيرة أو كبيرة، لم يترك الكاتبون شيئًا مِن أعمالنا، وسيصرخ المجرمون في ذلك اليوم بحزنٍ وندمٍ مع ألمٍ قائلين: ﴿وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ


 

 



[1] "آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه" لابن الجوزي، الفصل الأوّل في ذكر منشئه وصفة أحواله وأفعاله، ص ٢٣-٢٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25