مدونات مختارة
الأكثر شهرة
جهود مركز الدعوة الإسلامية في إحياء ونشر اللغة العربية | إدارة الشؤون العربية التابعة لمركز الدعوة الإسلامية
اللغة العربية هي رمز وروح الشعوب العربية، وهي الوسيلة الحيّة التي تحفظ تراثهم الثقافي وتاريخهم العريق، إنها منطلق الدين ولغة كتاب الله عز وجل القرآن الكريم، ولا يمكن إهمال أهمية اللغة في حياة شعب أو ملة؛ لأنها عصبهم والرابط الوثيق بينهم، وتكمن أهمية اللغة البالغة في أنه لن تتمكّن المجتمعات من التواصل مع بعضها البعض بسهولة وانسجام إلا باللغة، وفي هذه السطور سنسلّط الضوء على ضرورة وأهمية اللغة العربية، كما سنتعرّف على بعض جهود مركز الدعوة الإسلامية في إحياء هذه اللغة العظيمة بإذن الله تعالى، وقد قسَّمتُ هذا المقال لأربع نقاط أساسية:
أولها: أهمية اللغة العربية وخصائصها:
اللغة العربية لها أهمية بالغة ومنزلة رفيعة وفضيلة عظيمة، تتميّز بها عن باقي اللغات، ويرجع ذلك لعدة أسباب، ومن أبرزها:
• أنها لغة القرآن الكريم وهو كتاب الله عز وجل وكلامه المنزّل، وهي لغة سيد المرسلين وخاتم الأنبياء المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد ﷺ.
• أنها لغة أهل الجنة في الجنة.
• أنها لغة الشريعة الإسلامية، فمصادر التشريع الإسلامي مع أصوله وفروعه كلها باللغة العربية، فلكي يفهم المسلم دينه ويتعمّق في معرفة أحكامه وجزئيّاته كان لا بدّ له من إتقان اللغة العربية.
• أنها تتّسم بالقوة والمتانة والمفردات الهائلة التي لا توجد في أي لغة أخرى، حيث تنقسم الحروف فيها على مخارج الشفتين العلوية والسفلية، مما تشكّل ترانيم جميلة قلَّما تسمعها في اللغات الأخرى.
• أنها تحتوي على ثمانية أو تسعة وعشرين حرفًا حسب الخلاف، وهي بهذا تعتبر من أقل لغات العالم من حيث تعداد الحروف.
• أنها تكتب من جهة اليمين إلى اليسار، وهذا يميزها عن باقي لغات العالم التي تكتب من اليسار لليمين عدا اللغة الأردية والفارسية وغيرهما.
• أنها تتميّز بالبلاغة وأساليبها البلاغية الموجودة في تنوّع المفردات والمرادفات، والحقيقة والمجاز، والتشبيه والكناية والاستعارة..، وبهذا تمتاز عن باقي اللغات الأخرى، فربّ كلمة عربية تحتاج لثماني أو عشر كلمات من لغة أخرى حتى تفسرها وتعطي نفس المعنى المراد بها، وهذا بلا شك دليل على قوة ومتانة اللغة العربية وأهميتها.
ثانيها: اليوم العالمي للّغة العربية:
يحتفل العالم في الثامن عشر من شهر كانون الأول (ديسمبر) كل عام، وهذا اليوم هو اليوم العالمي للّغة العربية ويرجع سبب اختياره إلى إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها برقم 3190 في نفس اليوم عام 1973 م والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية إلى قائمة اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، وفي مثل هذا اليوم الذي يحمل عنوان "اليوم العالمي للّغة العربية" تنطلق مشاعر وتفاعلات الشعب العربي ومحبي اللغة العربية بشكل مميز، فيعبرون عن فخرهم واعتزازهم بهذه اللغة العظيمة وحبهم العميق لها من خلال نشر المقالات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتضمن أهمية اللغة العربية ونبذات عن محاسنها وجمالها وعلو مقامها بين اللغات الأخرى.
إلى جانب ذلك تعقد الحفلات والمنتديات والندوات العلمية والأدبية في المدارس والجامعات وغيرها من الأماكن لتوعية الطلاب والحضور بأهمية لغتهم العربية ولا سيما الفصحى والحفاظ على تراثها الجميل والكبير من خلال التعلّم واكتساب المهارة فيها، كما تقام في هذا اليوم الكثير من النشاطات والفعاليات الجميلة والأفكار الرائعة.
ثالثها: دور مركز الدعوة الإسلامية في إحياء اللغة العربية:
عِلمًا أن مركز الدعوة الإسلامية ليس من تأسيس عربي، ولكن هنالك علاقة أقوى من الدم والأرض إنها علاقة الإيمان والعقيدة، فالمسلمون قلب واحد وجسد واحد لا يميّزهم الجنس والعرق واللون والأرض والثقافة وما إلى ذلك.. ولا فرق بينهم أبدًا إلا بالتقوى، وهذا هو المنهج الذي يسير عليه مركز الدعوة الإسلامية،
فالمركز يهتم باللغة العربية وتراثها كثيرًا لما فيه من الاهتمام بالشريعة الإسلامية وخدمة السنة المطهَّرة؛ ولأنها لغة القرآن والسنة وأصول الشريعة أيضًا، فلذلك ساهم المركز في إحياء هذه اللغة العظيمة، وأنشأ عدة أقسام تقوم بخدمة اللغة العربية ونشرها وتمكينها والمحافظة على سلامتها، ومن تلك الأقسام:
• قسم إدارة الشؤون العربية:
تهتم إدارة الشؤون العربية بالعمل الميداني في الدول العربية في نشر الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أبرز أعمال هذا القسم:
- تصوير دروس العلم والتزكية وإنشاء البرامج والمقاطع التحفيزية
- تقديم منشورات تذكيرية دعوية وثقافية بشكل تصاميم جذابة
- نشر دروس ونصائح مدبلجة لفضيلة الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى
- تقديم مقاطع موشن جرافيك وأفلام الكرتون الهادفة للأطفال باللغة العربية.
- إصدار ونشر الكتب العلميّة والدراسية، والمجلَّات الدعوية والثقافية (مجلة نفحات المدينة).
- ترجمة وتقديم تطبيقات الجوال التعليمية والتربوية بواجهات جذّابة.
وهنالك أعمال ونشاطات عديدة أخرى تقوم بها الإدارة ولا يمكن حصرها في هذا المقال الوجيز (لمعرفة المزيد عن إدارة الشؤون العربية تابع المقال التعريفي بها في العدد الثامن من مجلة نفحات المدينة: صـ 22-23.). للقراءة اضغط هنا
• قسم البحوث والدراسات الإسلامية (المدينة العلمية):
والذي يعمل على تنقيح كتب السلف العربية وتدقيقها والعناية بها مع كتابة الشرح والحاشية عليها، وكذلك ترجمة بعض الكتب العربية من مؤلفاتهم إلى الأردية، ومن ثَم طباعة هذه الكتب في حلل جميلة من مكتبة المدينة التابعة للمركز، وقد تم العمل على كتب كثيرة حتى الآن.
• قسم جامعة المدينة (المعاهد الشرعية):
والذي يُقيم دورات مكثفة في تعليم اللغة العربية من وقت لآخر، كما يعتني القسم بتقديم عدة دورات علمية شرعية تُدرَّس فيها كتب عربية في مختلف العلوم والفنون من التفسير والحديث والفقه وعلم الكلام والبلاغة والمنطق والأدب وغيرها (للتعرف على قسم جامعة المدينة بشكل شامل اقرأ المقال التعريفي به في العدد السادس من مجلة نفحات المدينة: صـ 22-23.).. للقراءة اضغط هنا
• تطلّعات وآمال:
أخي القارئ! كل الخدمات والجهود التي ذكرتها لك أعلاه فهي تقام باللغة العربية الفصحى –ولله الحمد- وفي المستقبل يتطلّع المركز بفتح جامعات المدينة العربية، وإطلاق قناة مدني الفضائية باللغة العربية، ومن أجل ذلك تستمر الجهود لدى المركز بفضل الله تعالى.
رابعها: مسؤوليتنا في إحياء اللغة العربية الفصحى وتحسينها:
من المؤسف جدًا أن تندمج اللغة العربية الفصحى يومًا بعد يوم في أغوار اللغات العامية الشعبية، والتي امتزجت باللغات الأخرى، فلن ترى في عصرنا الحالي مجتمعًا ينطقون باللغة العربية الفصحى كاملاً، وإنما لغة ممزوجة مختلطة باللهجات العامية الشعبية حيث تداخلت فيها لغات أجنبية أخرى فتحرَّفت كلمات العربية الفصحى وتغيرت ألفاظها وربما مدلولها على غير معنى، وإذا استمرت هذه الظاهرة الخطيرة، فقد تفقد اللغة الفصحى هويتها وتختفي تدريجيًا، وبذلك ربما نحتاج مستقبلاً إلى ترجمة الكتب الإسلامية إلى ترجمة اللّهجات العامية المختلفة لتوضيحها وفهم معانيها وشرحها، ولذا فالحل الأمثل للتغلب على هذا التحدي، أن نعمل بجهد ومثابرة للحفاظ على اللغة العربية الفصحى وذلك بأن نكرس اهتمامنا بها أكثر من أي وقت مضى ونسعى لتعليمها لجميع الفئات العمرية لاسيما الناشئين والشباب منهم، وأن نعمل على إزالة الكلمات الأجنبية من لهجاتنا وكلامنا ومن ثَم إصلاح الكلمات المحرّفة والمبدلة وتصحيحها وإرجاعها إلى أصلها، كما ينبغي لنا ألَّا ننسى تعزيز الافتخار بهذه اللغة العريقة والتي هي لغة القرآن ولغة رسولنا الكريم ﷺ ولغة أهل الجنة.
في الختام أيها القارئ العزيز!
أرفع إليك رسالة هامة وهي أن نعيد ربط أواصرنا باللغة العربية، فإنها ليست مجرد لغة، بل تعتبر ثقافةً وتاريخًا ودينًا وإرثًا عظيمًا، وأن نجعل هذا الهدف جزءًا مهمًّا من حياتنا، ونسعى لتعزيز اللغة العربية وإعادتها إلى عزها وشرفها ومكانتها، وهذا من أهم الأهداف التي ينبغي لنا العمل عليها بجد وتفان من أجل الحفاظ على ديننا وتاريخنا وثقافتنا، وذلك بفضل الله تعالى الذي أنزل القرآن الكريم بلسانٍ عربي مبين.
وصلى الله تعالى وسلم على سيدنا محمد النبي الأمّي العربي القُرَشِي الذي كان أفصح العرب وأقواهم حجة وقد أوتي جوامع الكلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة
#مجلة_فصلية
تعليقات