عنوان الكتاب: الليلة الأولى في القبر

فاحتَمَلَها الرِّجالُ على أعناقِهم، فإن كانَتْ صالِحَةً قالَتْ: قَدِّموني، وإن كانتْ غيرَ صالِحَةٍ قالتْ لأهلِها: يا وَيلَها أينَ يَذهَبُون بِها يَسمَعُ صَوتَها كُلُّ شيءٍ إلاّ الإنسانَ، ولو سَمِعَ الإنسانُ لَصَعِقَ»[1].

صرخة القبر

عن سيِّدِنا أبي الْحَجَّاجِ الثُّماليِّ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: يقول القَبرُ لِلميِّتِ حِين يُوضَعُ فيه: وَيحَكَ يا ابنَ آدَمَ ما غَرَّك بي؟ ألَمْ تَعلمْ أنِّي بَيتُ الفِتنةِ وبَيتُ الظُّلمَةِ! ما غَرَّك إذ كُنتَ تَمُرُّ بِي فَدَّادًا؟! فإذا كان مُصلِحًا أجابَ عَنهُ مُجِيبٌ لِلقبرِ: أرأيتَ إن كان يَأمُرُ بالمعروفِ ويَنهَى عن المنكَرِ؟ قال: فيقول القبرُ: إنِّي إذًا أعُودُ عَليهِ خَضِرًا ويَعُودُ جَسَدُه نُورًا وتَصعَدُ رُوحُه إلى ربِّ العالَمِينَ[2].

تَأمَّلُوا أيُّها الإخوةُ الأحِبَّاء والأعِزَّاء! كيف بِنا عِندَما نكونُ وَحيدِينَ في القبر ويَحِلُّ بِنا الخوفُ، لا نَستطِيعُ الذَّهابَ


 



[1] أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب الجنائز، ١/٤٦٥، (١٣٨٠).

[2] ذكره أبو يعلى في "مسنده"، ٦/٦٧، (٦٨٣٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37