عنوان الكتاب: الليلة الأولى في القبر

أشهرٍ تقريبًا كي أُشارِكَ في البَرامِجِ الغِنائيَّةِ المختلفةِ والْمَسارِحِ الكبيرةِ وغَنَّيتُ في الأفلامِ، وكَسَبتُ الكثيرَ مِن المالِ والشُّهرةِ، ثم ذَهَبتُ معَ فريقٍ مِن الفَنَّانِينَ والْمُطرِبِينَ إلى أنحاءِ العالَمِ ومِنها: كندا وتورنوتو وفانكوفر وعَشرُ وِلاياتِ أمريكيَّةَ، مِنها: شيكاغو، ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وغيرِها وبِريطانيَّا، وعِندَما عُدتُ إلى وطنِي لِفَترةٍ قصيرةٍ التَقَت بي عائِلتِي وأهلُ الْحَيِّ بالْحُبِّ والْمَودَّةِ ومَدَحُوني، نَعَم فَرِحتُ كثيرًا، لكِنْ قلبِي لم يكُنْ مُطمَئِنّاً، ولم تَسْكُنْ إليه النَّفسُ، وكان قلبِي يَبحَثُ عن الرُّوحانِيَّةِ ولذا كُنتُ أذهَبُ إلى المسجدِ لأداءِ الصَّلَوات، وحضَرتُ الدَّرسَ الَّذي يُلقَى مِن كِتابِ "نفَحاتِ السُّنَّةِ" عَقبَ صَلاةِ العِشاء في المسجدِ، وأَعجَبَني الدَّرسُ جِدًّا، فأصبَحتُ أَحضُرُ الدَّرسَ أحيانًا لكِنَّ قلبِي مُعلَّقٌ بالذَّهابِ إلى خارِج البَلدِ والغِناءِ وكَسبِ الشُّهرةِ والمالِ، وكُلَّما نصَحَني الإخوةُ بعدَ الانتِهاءِ مِن الدرسِ تَعذَّرتُ لَهُمْ، ورَأيتُ ذاتَ ليلةٍ في المنامِ أحدَ الدُّعاةِ مِن مَركزِ الدَّعوةِ الإسلاميَّةِ يقِفُ على مَكانٍ مُرتفِعٍ ويُنادِيني نَحوَه وكأنَّه يُحرِّضُني


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37