عنوان الكتاب: الليلة الأولى في القبر

ضُيِّقَ القبرُ عليكَ أو وُسِّعَ عليك؟ يا أبتِ يقول العلماء الكِرامُ: إنّ الميِّتَ يُلبَسُ ثوبَ الْجَنّةِ أوِ النَّارِ فهل أُلْبِستَ مِن الجنّةِ أو النار؟ يا أبتِ يقول العلماءُ الكرامُ: إنّ القبرَ يَضُمُّ الميِّتَ كضَمَّةِ الأُمِّ الْحَنُونِ لابنِها أو يَضُمُّه بعُنفٍ سَخَطاً عليه فتَختلِفُ أضلاعُه، فهل ضَمَّكَ برِفقٍ أو بعُنفٍ؟ يا أبَتِ يقول العلماء الكرام: إنّ الميِّتَ يَزدَادُ حَسرةً وثُبُورًا على قِلَّةِ الْحَسَناتِ أو ارتِكابِ الْمَعاصِي فهل تَحسَّرتَ على قِلّةِ الْحَسَناتِ أو ارتِكابِ المعاصِي؟ يا أبَتِ كُنتُ أُنادِيكَ تَستجِيبُ ندائِي، وها أنَا الآنَ أُنادِيكَ فلا تَستجِيبُ لي، لقد افتَرقتَ مِنِّي بحيثُ لا تَلقَانِي بعدَ هذا إلاّ يومَ القِيامةِ، اللّهُمَّ لا تَحرِمْنِي مِن زِيَارةِ والدِي يومَ القِيامةِ، فقَالتْ البِنتُ: ما أحسَنَ قولَكَ يا شيخُ، وقَبِلَتْ نَصِيحتَه، ثم عادَتْ إلى بيتِها والدُّموعُ تَتَدفَّقُ مِن عَينَيها[1].

صلوا على الحبيب!  صلى الله تعالى على محمد


 



[1] ذكره أبو بكر بن محمد العصفوري في "المواعظ العصفورية"، صـ١١٨-١٢٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37