عنوان الكتاب: مختصر المعاني

ويشعر¼ وذلك[1] لئلاّ يكون الجمع بينهما كالجمع بين الضبّ والنون، وقوله ½ونحوه¼ أراد به ما يدلّ على التشريك كالفاء و½ثمّ¼ و½حتّى¼ وذكرُه حشوٌ مُفسِدٌ[2] لأنّ هذا الحكم مختصّ بالواو لأنّ لكلّ من الفاء و½ثمّ¼ و½حتّى¼ معنى مُحصَّلاً غيرَ التشريك والجمعيّة فإن تحقّق هذا المعنى حسن العطف وإن لم توجد جهة جامعة بخلاف الواو[3] (ولهذا) أي: ولأنه لا بدّ في الواو من جهة جامعة (عِيْبَ على أبي تمّام قوله[4]: لاَ وَالَّذِيْ هُوَ عَالِمٌ أَنَّ النَّوَى * صَبِرٌ وَأَنَّ أَبَا الْحُسَيْنِ كَرِيْمٌ) إذ لا مناسبة بين كرم أبي الحسين ومرارة النوى، فهذا العطف[5] غير مقبول سواء جعل عطفَ مفرد على مفرد كما هو الظاهر أو عطفَ جملة على


 



[1] قوله: [وذلك إلخ] أي: ووجه اشتراط وجود الجهة الجامعة بين المعطوفين لئلاّ إلخ. قوله ½كالجمع بين الضبّ والنون¼ أي: في عدم التناسب فإنّ النون حوت بحريّ لا يعيش إلاّ في الماء والضبّ حيوان برّي لا يشرب الماء وإذا عطش روى بالريح فلا مناسبة بينهما.

[2] قوله: [وذكرُه حشوٌ مُفسِدٌ] إلاّ أن يقال المراد بـ½نحوه¼ ما انسلخ من حروف العطف عن معناه واستعمل في مجرّد الجمع والتشريك مجازاً كـ½أَوْ¼ التي بمعنى الواو, فلا يكون ذكره حشواً مفسداً. قوله ½لأنّ هذا الحكم¼ أي: لأنّ الشرط المذكور. قوله ½معنى مُحصَّلاً¼ أي: معنى حصَّله الواضع ووضع له هذه الحروف كالترتيب مع التعقيب في الفاء والترتيب مع التراخي في ½ثمّ¼ وترتيب الأجزاء ذهناً في ½حتّى¼. قوله ½غيرَ التشريك¼ أي: زائداً عليه. قوله ½والجمعيّة¼ عطف مرادف.

[3] قوله: [بخلاف الواو] فإنّه لا يحسن العطف بها إلاّ إذا وجدت الجهة الجامعة في المسندين والمسند إليهما في الجملتين. قوله ½في الواو¼ أي: في قبول العطف بالواو.

[4] قال: [عِيْبَ على أبي تمّام قوله] أي: نسب إليه العيب في قوله إلخ. قال: ½أَنَّ النَّوَى صَبِرٌ¼ النوى الفراق, والصَبِر الدواء المرّ, والكلام من باب التشبيه البليغ بحذف الكاف أي: أنّ فراق الأحبّة كالصبِر في المرارة. قوله ½إذ لا مناسبة إلخ¼ علّة لقوله ½عِيْبَ¼.

[5] قوله: [فهذا العطف] أي: عطف ½أنّ أبا الحسين كريم¼ على ½أنّ النوى صبر¼. قوله ½كما هو الظاهر¼ وذلك لأنّ ½أَنَّ¼ تؤوّل مع خبرها بمفرد مضاف إلى اسمها فـ½أنّ النوى صبر¼ في تأويل صبر النوى و½أنّ أبا الحسين كريم¼ في تأويل كرم أبي الحسين. قوله ½باعتبار وقوعه موقع مفعولي عَالِمٌ¼ وسدّه مسدّهما والمفعولان أصلهما المبتدأ والخبر وعلى هذا يكون في تأويل عطف الجملة على الجملة باعتبار الأصل. قوله ½لأنّ وجود إلخ¼ علّة للتعميم بقوله ½سواء جعل إلخ¼. قوله ½في الصورتين¼ أي: عطف المفرد وعطف الجملة.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471