عنوان الكتاب: مختصر المعاني

جملة باعتبار وقوعه موقع مفعولي ½عَالِمٌ¼ لأنّ وجود الجامع شرط في الصورتين، وقوله ½لاَ¼[1] نفي لما ادّعته الحبيبة عليه من اندراس هواه بدلالة البيت السابق (وإلاّ) أي: وإن لم يقصد تشريك الثانية للأولى في حكم إعرابها (فصلت) الثانية (عنها) لئلاّ يلزم[2] من العطف التشريك الذي ليس بمقصود (نحو: ﴿وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ[3] قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ (١٤) ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ﴾ لم يعطف ½اَلله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ¼ على ½إنَّا مَعَكُمْ¼ لأنّه ليس من مقولهم) فلو عطف عليه لزم تشريكه له في كونه مفعول ½قَالُوْا¼ فيلزم أن يكون مقولَ قول المنافقين وليس كذلك، وإنّما قال ½على إنّا معكم¼[4] لأنّ قوله ½إنّما نحن مستهزؤن¼ بيان


 



[1] قوله: [وقوله ½لاَ¼] أي: قول أبي تمّام ½لاَ¼ في أوّل البيت نفي إلخ. قوله ½من اندراس هواه¼ أي: انمحاء وُدّه ومَحبّته, وهذا بيان لـ½ما ادّعته¼. قوله ½بدلالة¼ متعلِّق بـ½نفي¼. قوله ½البيت السابق¼ وهو قوله: زَعَمَتْ هَوَاكَ عَفَا الْغَدَاةَ كَمَا عَفَا * عَنْهَا طِلاَلٌ بِاللِّوَى وَرُسُوْمٌ, الضمير في ½زعمت¼ للحبيبة, والخطاب في ½هواك¼ للنفس, وجملة ½عفا¼ بمعنى اندرس مفعول ثان, و½الغداة¼ أي: غداةَ الهجر ظرف لـ½عفا¼, و½عنها¼ بمعنى ½منها¼ أي: من الديار, حال من طلال مقدّمة عليه, والطلال فاعل ½عفا¼ الثاني جمع طلل وهو ما شخص من آثار الديار, و½اللوى¼ اسم موضع, و½رسوم¼ عطف على الطلال جمع رسم وهو ما التصق من آثار الديار.

[2] قوله: [لئلاّ يلزم إلخ] تعليل لقوله ½فصلت¼. قوله ½الذي ليس بمقصود¼ إذ المقصود الاستيناف.

[3] قال تعالى: [﴿وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ] ضمّن ½خلوا¼ معنى الإفضاء فعدّي بـ½إلى¼. قال: ½قالوا إنا معكم¼ أي: بقلوبنا من حيث الثبات على الكفر وعداوة المسلمين. قال: ½إنّما نحن مستهزؤن¼ أي: بالمسلمين فيما نُداري لهم. قال: ½الله يستهزئ بهم¼ أي: يجازيهم بالطرد عن رحمته في مقابلة استهزائهم بالمؤمنين ودين الإسلام ففي الكلام مشاكلة وإلاّ فالاستهزاء مستحيل على الله تعالى وتقدّس.

[4] قوله: [وإنّما قال ½على إنا معكم¼] أي: ولم يقل ½على إنّما نحن مستهزؤن¼ لأنّ قوله إلخ. قوله ½بيان¼ أي: عطف بيان, وذهب بعضهم إلى أنّ جملة ½إنّما نحن مستهزؤن¼ تأكيد للجملة الأولى أو بدل اشتمال منها أو مستأنفة استئنافاً بيانياً. قوله ½فحكمه حكمه¼ أي: فالعطف على الثاني مثل العطف على الأوّل لأنّ كلاّ منهما من مقول المنافقين فاستغني بالنصّ على عدم صحّة العطف على الأوّل عن عدم صحّة العطف على الثاني. قوله ½وأيضاً العطف إلخ¼ وجه آخر في الاعتذار.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471