عنوان الكتاب: مختصر المعاني

وَلاَ يُنْكِرُوْنَ الْقَوْلَ حِيْنَ نَقُوْلُ) يصف رياستَهم ونفاذَ حكمهم أي: نحن نغيِّر[1] ما نريد من قول غيرنا وأحد لا يجسر على الاعتراض علينا، فالآية إيجاز بالنسبة إلى البيت، وإنّما قال ½يقرب¼[2] لأنّ ما في الآية يشمل كلّ فعل والبيت مختصّ بالقول فالكلامان لا يتساويان في أصل المعنى، بل كلام الله سبحانه وتعالى أجلّ وأعلى[3] وكيف لا والله أعلم تمّ الفنّ الأوّل بعون الله وتوفيقه وإيّاه أسأل في إتمام الفنّين الأخيرَين هداية طريقه.


 



[1] قوله: [أي: نحن نغيِّر إلخ] أي: نحن نردّ قول غيرنا لتمام رياستنا عليهم ولا يجسر أحد على الاعتراض علينا. قوله ½فالآية إيجاز بالنسبة إلى البيت¼ أي: بالاعتبار المذكور لما في اللفظ من اختلاف بعيد وتفاوت بيّن.

[2] قوله: [وإنّما قال ½يقرب¼] أي: ولم يقل ½ومنه قوله تعالى¼ أو ½وكقوله تعالى¼, وهذا بيان لفائدة العبارة. قوله ½لأنّ ما في الآية إلخ¼ علّة لمحذوف أي: لعدم تساوي الآية والبيت في تمام أصل المعنى لأنّ الذي في الآية يشمل كلّ فعل قولاً كان أو غيره بخلاف ما في البيت فالبيت ليس بمساوٍ للآية في أصل المعنى.

[3] قوله: [بل كلام الله سبحانه وتعالى أجلّ وأعلى] لأنّ فيه نفي السؤال وفي البيت نفي الإنكار ونفي السؤال أبلغ من نفي الإنكار, ولأنّ ما في الآية صدق وحقّ وما في البيت دعوى محض وخرق, وهذا إضراب على توهّم اتّفاقهما في العلوّ والبلاغة. قوله ½وكيف لا والله أعلم¼ أي: وكيف لا يكون كلام الله تعالى أجلّ وأعلى والحال أنّ الله تعالى أعلم بكلّ شيء ومن شأن العالم الحكيم أن يأتي بما هو المتقن الفائق على غيره, ولا يخفى ما في ختم فنّ المعاني بقوله ½والله أعلم¼ من شبه تورية وبراعة اختتام. والحمد لله القويّ على ما وفّق عبده الضعيف وصلّى الله تعالى على خير خلقه محمّد وآله وأصحابه أجمعين اللهم ربّنا تقبّل منّا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التوّاب الرحيم ربّي اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471