عنوان الكتاب: مختصر المعاني

كلّ فرد فرد[1] من جزئيّات الأحوال المذكورة بمعنى أنّ أيّ فرد [2] يوجد منها أمكننا أن نعرفه بذلك العلم، وقوله (التي بها يطابق) اللفظ (مقتضى الحال) احتراز عن[3] الأحوال التي ليست بهذه الصفة مثل الإعلال والإدغام والرفع والنصب وما أشبه ذلك ممّا لا بدّ منه في تأدية أصل المعنى، وكذا المحسِّنات البديعيّة من التنجيس والترصيع ونحوهما ممّا يكون بعد رعاية المطابقة، والمراد أنه [4] علم يعرف به هذه الأحوال من حيث إنّها يطابق بها اللفظ مقتضى الحال؛ لظهور أنْ ليس علم المعاني عبارة عن تصوّر معاني التعريف والتنكير والتقديم والتأخير والإثبات والحذف وغير ذلك، وبهذا [5] يخرج عن التعريف


 



[1]  قوله: [كلّ فرد فرد] قيل الأولى حذف ½فرد¼ الثاني لأنّ الاستغراق مستفاد من ½كلّ فرد¼, وردّ بأنّ هذا الاستعمال شائع في كلام العرب فيكرّرون الشيء مرّتين لاستيعاب جميع أفراده فالمجموع بمنزلة شيء واحد يقصد بهما إفادة التعميم.

[2]  قوله: [بمعنى أيّ فرد إلخ] أتى بهذا إشارةً إلى أنّ الاستغراق عرفيّ وأنّ المراد إمكان المعرفة لا المعرفة بالفعل كما هو ظاهر العبارة. قوله ½يوجد منها¼ أي: حاولنا إيجاده منها أمكننا إلخ.

[3]  قوله: [احتراز عن إلخ] أي: قوله ½التي بها إلخ¼ احتراز عن أحوال اللفظ التي لا يطابق بها اللفظ مقتضى الحال مثل الإعلال إلخ. قوله ½وما أشبه ذلك¼ كالجمع والتصغير والنسبة, فإنّ هذه الأحوال إنما تعرف بالتصريف والنحو. قوله ½وكذا المحسِّنات البديعيّة¼ هذا مبني على المشهور, وأمّا على ما حقّقه من أنها قد يقتضيها الحال فلا تخرج عن التعريف حينئذ إلاّ بالحيثيّة التي يخرج بها علم البيان كما يأتي.

[4]  قوله: [والمراد أنه إلخ] هذا جواب عمّا يقال إنّه يتبادر من قوله ½يعرف به أحوال اللفظ العربيّ¼ أنّ المراد بالمعرفة المعرفة التصوّريّة لأنه أسند المعرفة إلى المفردات وهي الأحوال فالمعنى أنّ علم المعاني علم يتصوّر به أحوال اللفظ كالتعريف والتنكير والتأكيد والتقديم والتأخير إلى غير ذلك مع أنّ علم المعاني لا يتصوّر به شيء من هذه الأحوال, وحاصل الجواب أنّ المراد بالمعرفة المعرفة التصديقيّة فمعنى كلامه أنه علم يصدق بسببه بأنّ هذه الأحوال بها يطابق اللفظ مقتضى الحال. قوله ½عن تصوّر¼ أي: كما يتبادر من كلامه.

[5]  قوله: [وبهذا إلخ] أي: بما ذكر من الحيثيّة. قوله ½من هذه الحيثيّة¼ أي: من حيثيّة أنّ بها يطابق اللفظ مقتضى الحال بل البحث فيه عن أحواله من جهة كونه حقيقة أو مجازاً فلا يكون من علم المعاني.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471