عنوان الكتاب: مختصر المعاني

يستلزم مطابقة الاعتقاد ضرورةَ[1] توافقِ الواقع والاعتقاد حينئذ وكذا اعتقاد عدم المطابقة يستلزم عدم مطابقة الاعتقاد، وقد اقتصر في التفسيرين السابقين على أحدهما (بدليل ﴿أَفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِۦ جِنَّةُۢۗ﴾[سبا:٨])  لأن الكفّار[2] حصروا إخبار النبي عليه السلام بالحشر والنشر على ما يدلّ عليه قوله تعالى: ﴿إِذَا مُزِّقۡتُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمۡ لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍ﴾ [سبا:٧]، في الافتراءِ والإخبارِ حالَ الجنّة على سبيل منع الخلوّ، ولا شكّ (أنّ المراد بالثاني) أي: الإخبارِ حال الجنّة[3] لا قولِه ½أم به جنّة¼ على ما سبق إلى بعض الأوهام (غير الكذب لأنه قسيمه) أي: لأنّ الثاني قسيم الكذب إذ المعنى: أ كذب أم أخبر حال الجنة، وقسيم الشيء


 



[1]  قوله: [ضرورةَ] علّة لقوله ½يستلزم¼. قوله ½حينئذ¼ أي: حين اعتقد مطابقة الخبر للواقع والحال أنّ الخبر مطابق للواقع كأنْ يخبر شخص بأنّ السماء فوقنا معتقداً ذلك فبين الواقع والاعتقاد هنا موافقة واعتقاده مطابقةَ الخبر للواقع يستلزم مطابقةَ الخبر للاعتقاد. قوله ½وقد اقتصر إلخ¼ عطف على قوله ½اعتبر إلخ¼ أو الجملة حال من ضمير ½اعتبر¼. قوله ½على أحدهما¼ فالجمهور اقتصروا على اعتبار مطابقة الخبر للواقع والنظام اقتصر على اعتبار مطابقته للاعتقاد يعني فظهرت الأخصيّة؛ لأنّ الأخصّ ما كان أزيد قيداً.

[2]  قوله: [لأنّ الكفّار إلخ] علّة لكون قولهم هذا دليلاً على دعوى الجاحظ وهو عدم انحصار الخبر في الصادق والكاذب وثبوت الواسطة بينهما. قوله ½على ما يدلّ¼ متعلِّق بإخبار النبيّ بالحشر والنشر. قوله ½في الافتراء¼ متعلِّق بـ½حصروا¼ وبه يتعلّق قوله ½على سبيل منع الخلوّ¼ أي: على سبيل منع الخلوّ والجمع ففي الكلام اكتفاء أو المراد منع الخلوّ بالمعنى الأعمّ الشامل لمنع الجمع لا بالمعنى الأخصّ.

[3]  قوله: [أي: الإخبارِ حال الجِنّة] الذي هو مذكور في ½أم به جنّة¼؛ إذ المعنى: أ كذب أم أخبر حال الجنّة. قوله ½لا قوله إلخ¼ وذلك لأنّه استفهام لا يوصف بالصدق ولا بالكذب لكونه إنشاءً ونفي الشيء فرع لصحّة ثبوته. قوله ½أي: لأنّ الثاني قسيم الكذب¼ إشارة إلى مرجع الضمير في الموضعين, وكلام المصـ إشارة إلى القياس من الشكل الأوّل وتقريره: الإخبار حال الجنّة قسيم الكذب وكلّ ما كان قسيماً لشيء فهو غيره ينتج: الإخبار حال الجنّة غير الكذب.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471