عنوان الكتاب: مختصر المعاني

وبعد فيقول الفقير إلى الله الغني مسعود بن عمر المدعوّ بسعد التفتازانيّ هداه الله سواء الطريق وأذاقه حلاوة التحقيق: قد شرحت فيما مضى "تلخيص المفتاح" وأغنيته بالإصباح[1] عن المصباح، وأودعته[2] غرائب نكت سمحت بها الأنظار، ووشّحته[3] بلطائف فِقَر سبكتها يد الأفكار، ثمّ رأيت[4] الكثير من الفضلاء والجمّ الغفير من الأذكياء سألوني[5] صرفَ الهمّة نحوَ اختصاره والاقتصار على بيان معانيه وكشف أستاره،.................................................


 



[1]  قوله: [أغنيته بالإصباح] الإصباح الدخول في وقت الصبح أريد به لازمه وهو الصبح ثمّ استعير لشرح الشارح, والمصباح مستعار لشروح هذا المتن التي لغير الشارح أي: صيّرتُ ذلك المتن عنيًّا بـ"المطوّل" الشبيه بالصبح عن غيره من الشروح الشبيهة بالمصباح.

[2]  قوله: [وأودعته] أي: وضعت في الشرح المفهوم من ½شرحتُ¼ نُكتاً غريبةً, وهي المعاني الدقيقة المستبدعة تلتفت إليها النفوس, و½سمحت بها الأنظار¼ أي: جادت بتلك النكت أنظاري, وإسناد السماحة للأنظار مجاز عقليّ؛ إذ الحقيقة إسنادها لأصحاب الأنظار, والنظر هو الفكر المؤدّي لعلم أو ظنّ.

[3]  قوله: [ووشّحته] أي: زيّنتُ الشرح بفقر لطائف صاغ تلك الفقرَ أفكاري الشبيهةُ بالأيدي, والفقر جمع فِقرة وهي في الأصل عظم الظهر ثمّ استعير لكلام مخصوص سيأتي إن شاء الله تعالى وهو المراد هنا.

[4]  قوله: [ثمّ رأيت] عطف على ½شرحتُ¼, والفضلاء جمع فضيل بمعنى فاضل وهو مَن اتّصف بفضيلةٍ ذكاءً كانت أو صلاحاً أو علماً, والجارّ والمجرور حال من ½الكثير¼, و½الجمّ¼ من الجموم وهو الكثرة, و½الغفير¼ من الغفر وهو الستر أي: ورأيت الجمع العظيم الساتر لكثرته وجهَ الأرض إلخ, والأذكياء جمع ذكيّ وهو كامل العقل وسريع الفهم.

[5]  قوله: [سألوني] أي: طلبوا منّي أن أصرف إرادتي إلى جهة اختصار الشرح, و½الاقتصار¼ عطف على ½اختصاره¼ أو على مفعول ½سألوني¼ الثاني وعلى كلّ فهو تفسير للاختصار المسؤول, والمراد أن يأتيَ ببعض الشرح على وجهٍ يفهم به المتن, ثمّ جملة ½سألوني¼ مفعول ثان لـ½رأيتُ¼ إن كانت الرؤية علميّة أو حال إن كانت بصريّةً. قوله ½وكشف أستاره¼ أي: توضيح معاني التلخيص الصعبة الخفيّة, وعطفه على ما قبله من عطف الخاصّ على العامّ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471