عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

الصورة الحاصلة، وعليه المحقّقون من المتفلسفين والسيّد الزاهد[1] وبحر العلوم[2] من المتأخّرين وإن كان جمهور جهلة المشائين على القول بالصورة مشائين. فهذا مراد أصحابنا ثمّ ذهب به المتأخّرون إلى ما ذهبوا وإلاّ فإنكار قيام معان بالأذهان ممّا لا يعقل عن عاقل فضلاً عن أولئك أساطين العلم والعرفان.

لكن عقيدة أئمّتنا السلف الحقّة الصادقة أنّ هذه الأنحاء الأربعة كلّها مواطن وجود القرآن العظيم حقيقة وحقّاً ومجالي شهود الفرقان الكريم تحقيقاً وصدقاً فالقرآن الذي هو صفة قديمة لحضرة العزّة عزّ جلاله وقائم أزلاً وأبداً بذاته الكريمة، مستحيل الانفكاك عنه ولا هو ولا غيره ولا خالق ولا مخلوق هو بعَينه المقروّ بلساننا, المسموع بآذاننا، المكتوب في سطورنا، المحفوظ في صدورنا، والحمد لله ربّ العلمين. لا أنّه شيء آخر غير القرآن دالاًّ على القرآن، كلاّ! بل كلّها تجلّياته، وهو المتجلّي فيها


 



[1]       هو محمد (مير زاهد بن محمد أسلم الحسيني الهروي، (ت١١٠١ﻫ له كتب عربية، منها: حاشية على "شرح جلال الدين الدواني على تهذيب المنطق" للتفتازاني، "شرح رسالة التصورات والتصديقات" للقطب الرازي، حاشية على "شرح المواقف" وحاشية على "الشمسية" في المنطق.    ("الأعلام" للزركلي، ٧/٦٥.

[2]  هو عبد العلى بن محمد نظام الدين أبو العياش، بحر العلوم، السهالوي الأنصاري اللكنوي الهندي, عالم بالحكمة والمنطق حنفي, (ت ١٢٢٥ﻫ. له كتب، منها: "تنوير المنار", "شرح السلم",  و"فواتح الرحموت شرح مسلَّم الثبوت" وغيرها.

                ("الأعلام" للزركلي، ٧/٧١




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84