عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

رضي الله تعالى عنه جاد بنفسه في تلك المحنة الصمّاء والبليّة العمياء ولم يرض بأن يوافقهم على ما يدعون إليه وإنّما كانوا يدعون عندكم إلى القول بخلق اللفظي؛ إذ لم يكونوا يعرفون إلاّ إيّاه بل قد اعترفتم أنّه المعروف عند العامّة والقرّاء والأصوليّين والفقهاء وما كان  أولئك إلاّ من العامّة وما كان أحمد إلاّ من الفقهاء فما باله بذل مهجته ولم يرض وفاقهم على ما هو الحق عندكم وعنده بزعمكم؟ وكذلك عامة الأئمّة الذين اُمتحنوا فثبتوا وقُيّدوا وكبِّلوا[1] وضُربوا ونُكّلوا جزاهم الله تعالى عن الإسلام والمسلمين خير جزاء، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم وإنّا نعلم قطعاً أن لو كنتم مكان أحمد بل مكان أحد منهم لبادرتم إلى الوفاق وترك الشقاق، وها أنتم هؤلاء صرحتم الآن في كتبكم بالوفاق من دون امتهان فكيف عند شدائد الإمتحان؟ نسأل الله العفو والعافية وهو المستعان.

[سبب ابتلاء الإمام البخاري بـ"نيسابور"]

وثالثاً: هذا أحد عمائد السنّة ودعائم الدين الذاب عن سنن سيد المرسلين صلى الله تعالى وسلم عليه وعليهم أجمعين الإمام الجليل أبو عبد


 



[1] أي: حُبِس في سجن.              (القاموس المحيط, باب الاّم, تحت اللفظ: الكبل, ٣/٦٠٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84