عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

لأنّ الله عزّوجلّ قال: ﴿ بَلۡ هُوَ قُرۡءَانٞ مَّجِيدٞ ١٢ فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۢ [البروج: ٢١-٢٢] فالقرآن في اللوح المحفوظ وهو في صدور الذين أوتوا العلم، قال الله تعالى: ﴿ بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَۚ [العنكبوت: ٤٩] وهو متلوّ بالألسنة، قال الله تعالى: ﴿ لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ [القيامة: ١٦] والقرآن مكتوب في مصاحفنا في الحقيقة محفوظ في صدورنا في الحقيقة متلوّ بألسنتنا في الحقيقة مسموع لنا في الحقيقة كما قال عزّ وجلّ: ﴿فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ [التوبة: ٦] وإنّما قال قوم: "لفظنا بالقرآن" ليثبتوا أنّه مخلوق ويزيّنوا بدعتهم وقولهم بخلقه فدلّسوا كفرهم على من لم يقف على معناهم فلمّا وقفنا على معناهم أنكرنا قولهم ولا يجوز أن يقال: إنّ شيئاً من القرآن مخلوق؛ لأنّ القرآن بكماله غير مخلوق اﻫ, باختصار.

[تأييدات الأئمّة الكرام]

وقال الإمام النسفي[1] كما نقل عنه في "المطالب الوفيّة": القرآن كلام الله تعالى وصفته والله تعالى بجميع صفاته واحد قديم غير محدث ولا مخلوق بلا حرف ولا صوت ولا مقاطع ولا مبادي لا هو ولا غيره وهو مقروء بالألسن محفوظ في القلوب مكتوب في المصاحف وليس بموضوع في المصاحف. إلخ.


 



[1] "بحر الكلام", المبحث الثاني، القرآن الكريم كلام الله تعالى القديم، صــ١٣٠. هو ميمون بن محمد بن معبد بن مكحول، أبو المعين، النسفي الحنفي، عالم بالأصول والكلام (ت٥٠٨, من كتبه: "بحر الكلام", "العمدة", "شرح الجامع الكبير" للشيباني و"العالم والمتعلّم" وغير ذلك.              ("الأعلام" للزركلي، ٧/٣٤١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84