عنوان الكتاب: أهمية الوقت

السلام-: يَا بُنَيَّ! لَا تُكْثِرِ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَإِنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ تَتْرُكُ الرَّجُلَ فَقِيرًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[1].

قال المشايخ الكرام رحمهم الله تعالى: عليك بخصال ثلاث: قلَّة الكلام، وقلَّة المنام، وقلَّة الطعام، فإنَّ كثرةَ الكلام وكثرة المنام وكثرة الطعام خصالٌ مذمومةٌ، فيها الخيبة والخسران والندم في الدنيا والآخرة.

إخوتي الكرام! إنّ نعمة الوقت من النعم العظيمة التي امتنَّ الله تعالى بها عباده، وهم متساوون في الاستفادة منه في اليوم والليلة، فلم يعط للفقير أقلّ مِن أربع وعشرين ساعة في يومٍ وليلةٍ كما لم يعط للغني أكثر مِن ذلك فيهما، بل هي متساوية فيما بين النّاس، والله سبحانه وتعالى منح الجميع أربع وعشرين ساعة على التساوي.

فيا طوبى لمن اغتنمها فربح وفاز! ويا خسارة من ضيّعها فندم وخاب! فإنّ سفر هذه الدنيا الفانية على وشك الانتهاء والختام، وقد كان سيّدنا الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول: يا ابن آدم! إنّما أنت مراحل، كلّما مضى منك يوم أو ليلة قطعت مرحلة، فإذا فنيتِ المراحلُ بلغتَ المنزل إلى الجنّة أو النّار[2].


 

 



[1] "سنن ابن ماجه"، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في قيام الليل، ۲/۱۲۵، (۱۳۳۲).

[2] "قوت القلوب"، الفصل الثامن والعشرون، كتاب مراقبة المقربين، ۱/۲۲۲.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32