عنوان الكتاب: أهمية الوقت

نوم الغفلة وإهلاك الحياة

قال بعض النّاس لفيلسوف مِن الحكماء: صِفْ لي شيئًا أستعمله حتَّى أستطيع أنْ أنامَ بالنّهار.

فقال: يا هذا! ما أضعف عقلك! إنّ نصف عمرك نومٌ والنَّوم من الموت، تريد أنْ تجعل ثلاثةَ أرباعه نومًا وربعه حياة؟

قال: وكيف؟

قال: أنت إذا عِشْتَ أربعين سنةً فإنَّما هي عشرون سنة، أفتريد أنْ تجعلها عشر سنين؟[1].

إخوتي الأعزّاء! لقد رأيتُم كيف وجَّه هذا الحكيمُ العاقلُ ذلك الرجلَ الغافلَ الراغبَ في النومِ الكثير، وكيف حاول أنْ يُوقِظه مِن نوم الغفلة ويرغبّه في الآخرة الّتي هي دار القرار، والقصَّةُ المذكورةُ فيها عبرةٌ وعظةٌ، خاصَّةً للغافلين الذين يضيِّعون أكثر أوقاتهم الغالية بالنّوم فحسب أو مضطجعين على الفرش كالمرضى، لا يبالون بالصلوات ولا يهتمُّون بحقوق الأهل، ولْنَعلَمْ أنَّ كثرة النوم بلا سببٍ هي خصلةٌ قبيحةٌ وصفةٌ ذميمةٌ، فيها الخزي والخسران في الدارين مع ضياع الوقت، فعن سيّدِنا جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله : «قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ -رضي الله تعالى عنها- لِسُلَيْمَانَ -عليه


 

 



[1] "قوت القلوب"، الفصل السابع والعشرون، كتاب أساس المريدين، ۱/۲۰۶.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32