عنوان الكتاب: أهمية الوقت

إخوتي الإحبة! تعالوا بنا قليلًا نحاول أنْ نفهم بعض المعاني مِن الآية، وما المراد بأهمّيّة الوقت وقيمته وقدْره، وكيف لنا أنْ نقدّره، فقد قال الله تعالى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣] العصر: ۱-۳[.

قال المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: إنّ الإنسان يضيّع عمره في الكفر والآثام والمعاصي والغفلة وطلب الدنيا واللهو واللعب، ولا يغتنمه في إصلاح الآخرة، فالإنسان تاجر، والحياة حانوته، والأعمال سلعته، فإنْ كانت الأعمال خيرًا فمشتريها الله وثمنها الجنّة، وإنْ كانت شرًّا فمشتريها الشيطان، وثمنها جهنّم، ويُعرف قدر السلعة بقدر مشتريها[1].

العمر يذوب مثل الثلج

وقد نقل لنا الإمام فخر الدين الرازي عن بعض السلف رحمهم الله تعالى أنّه قال: تعلَّمتُ مَعنى السُّورَة من بائعِ الثَّلْج، كان يصِيحُ ويقولُ: ارْحَمُوا مَن يذوبُ رَأسُ مالِهِ، ارْحَمُوا مَن يذوبُ رَأسُ مالِهِ.

فقلتُ: هذا معنى ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ يمرُّ به العَصرُ فيمضي عمُرُه ولا يكتسبُ، فإذًا هو خاسِرٌ[2].


 

 



[1] "تفسير نور العرفان"، ص ۹۹۴، [العصر: ۲]، تعريبًا من الأردية.

[2] "التفسير الكبير"، الجزء الثاني والثلاثون، ۱۱/۲۷۸، [العصر: ۱].




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32