عنوان الكتاب: فضائل سيدنا الحسن والحسين رضي الله عنهم

قال: كَذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ.

ثمّ قال سيدنا الحسنُ رضي اللهُ تعالى عنه: أَسْنِدُونِي، فَأَسْنَدَهُ سيدنا عَلِيُّ رضي اللهُ تعالى عنه إِلَى صَدْرِهِ، فقال: سَمِعْتُ جدِّي رَسُولَ اللهِ يقول: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يُقَالُ لَهَا شَجَرَةُ الْبَلْوَى يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَا يُرْفَعُ لَهُمْ دِيوَانٌ وَلَا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ يُصَبُّ عَلَيْهِمُ الْأَجْرُ صَبًّا» وَقَرَأَ: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ ١٠] الزمر: ١٠[[1].

أيها الأحبة! اتّضح لنا من الأثر السابق حبُّ سيّدنا علي لابنه سيدنا الإمام الحسن رضي الله عنهما، وعُلِمَ منه أيضًا أنّ الّذين يصبرون على الهموم والمصائب والمحن سيوفّون أجورهم يوم القيامة بِغَيرِ حِسَاب.

تذكّروا! أنّ أفعال الله تعالى لا تخرج عن الحِكَمِ الّتي لا نعلمها، ولذلك يجب على العبد أنْ يتحلّى بالصبر والتحمّل في مواجهة المصائب والمحن والابتلاءات، بدلًا مِنَ البكاء أمام الجميع على مشاكله وفقره وعوزه، أو بالسخط على الله تعالى بلسانه مفتريًا عليه الكذب والتكلّم بكلماتٍ كفريةٍ والعياذ بالله تعالى؛ لأنّ هذه البلايا والمصائب تكون سببًا في تكفير الذنوب ورفع الدرجات.

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "كتاب الدعاء"، للطبراني، جواب المريض إذا سُئل عن نفسه، ص ٣٤٧، و"تاريخ أصبهان"، ١/٧٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25