عنوان الكتاب: احترام الكبار

أدب الشيخ الصالح

كان الشيخ الإمام أبو القاسم عبد الكريم القُشيري رحمه الله يحضر إلى شيخه كثيرًا، وقال: وَلَم أدخل أنا على الأستاذ أبي علِيِّ الدقَّاق رحمه الله في وقت بدايتي إلَّا صائمًا، وكنتُ أغتسل قبله، وكنتُ أحضر بَاب مدرسته غَير مرَّة فأرجع من الباب؛ احتشامًا منه أَنْ أدخل عَلَيه، فَإذَا تجاسرتُ مرَّة ودخلتُ المدرسة كنتُ إِذَا بلغتُ وسط المدرسة يصحبني شبه خدَرٍ حَتَّى لو غرز فِي إبرة مثلًا، لعلِّي كنتُ لا أحسّ بِهَا[1].

أيُّها الأحبَّة! هكذا كانوا في الزمن السابق، وكان الوحد منهم عظيم التوقير والتعظيم لشيخه، كأنّ الأدب والاحترام قد غرس في نفوسهم غرسًا، فإذا قرأنا أو سمعنا قصصهم المليئة بالحبِّ والأدب والاحترام تحيَّرت عقولنا وتعجَّبت من تعظيمهم واحترامهم وأدبهم، ولذلك يستفيد هؤلاء المريدون مِن شيخهم كثيرًا.

ومِن هنا يتحتّم الواجب على كلِّ مريدٍ احترام الشيخ وتعظيمه؛ لأنَّه شخص عظيم، لكي يستفيد، فبمجالسته يحصل الفكر في حفظ الإيمان، ومعرفة العقائد الباطلة، والنفور من الذنوب والسيِّئات، والرغبة في فعل الخيرات وعمل الصالحات، والعزَّة في قلوب الناس وطهارة القلب والخوف من الله سبحانه وتعالى وحبِّ النبيِّ ،


 

 



[1] "الرسالة القشيرية"، باب الصحبة، ص ۳۲۸.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31