عنوان الكتاب: احترام الكبار

الخاصّة والعامّة، وتَفَقُّدِ أمرِ العامّة حتّى إذا خرجتَ بعلمِكَ كان معك آلةٌ تَصلُحُ لك وتزِينُكَ ولا تَشينُكَ.

ثمّ قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: إذا دخلتَ البصرةَ واستقبَلَكَ الناسُ، وزاروكَ وعَرَفوا حقَّك، فأنزِلْ كلَّ رجلٍ منهم منزِلَتَه، وأكرِمْ أهلَ الشَّرف، وعظِّمْ أهلَ العلم، ووقِّرِ الشيوخَ، ولاطفِ الأحداث[1].

إخوتي الأحبّة! هذه وصيّة الإمام الأعظم سيّدنا أبي حنيفة رحمه الله تعالى، وقد نصح تلاميذه بإجلال الكبار والشفقة على الصغار، واعلموا أنَّ من يعظّم المشايخ يرتفع في المجتمع، وربَّما يغفر الله له كبائره بسبب احترامه لهم.

مغفرة الله ذنوب رجل بالتأدُّب مع وليٍّ من أوليائه الصالحين

لقد ورد أنّ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى كان يتوضَّأ إلى جانب الشطِّ في بعض الأحيان، وكان شخصٌ آخر يتوضَّأ فوقه من الشطِّ، فتحوَّل إلى تحته أدبًا، فحين ماتَ ذلك الرجل، رُئِيَ في المنام.

وقيل له: ما فعلَ الله بك؟

قال: بسبب أدبٍ راعيتُه مع الإمام أحمد بن حنبل، رحمني الله تعالى وغفرَ لي[2].


 

 



[1] "وصية الإمام لأبي حنيفة النعمان"، ص ۲۵-۲۷، مختصرًا.

[2] "تذكرة الأولياء"، لفريد الدين العطار، ذكر الإمام أحمد بن حنبل، ص ۲۴۴.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31