عنوان الكتاب: نماذج من حياء السلف الصالح

النّاس يحبّون أولياء الله والصالحين، ولكنْ قلّة قليلة منهم يحاولون الاقتداءَ بهم والسيرَ على نهجهم، فيحفظون أعينَهم مِن النظر إلى المحرّمات ويتخلّقون بخلق الحياء ويخافون عذاب الآخرة فيبتعدون عن المعاصي، ليس المطلوبُ منّا أنْ ندعوَ الله ليعمي أبصارنا ويُذهب منّا نعمةَ البصر لكيلا ننظر إلى الحرام! لا! بل المطلوب مِنْ أنْ نجاهد أنفسنا ونغلق أعيننا عن المخالفات، وقد كلّفنا الله عزّ وجلّ بذلك وهذا في قدرتنا فقال جلّ وعلا في القرآن المجيد: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ ]البقرة: ۲۸۶[.

وممّا هو في وسْعنا ما كلّفنا بقوله جلّ وعلا: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ٣٠ ]النور: ۳۰[.

نعم! إنّ الله بصيرٌ بنا، وأمّا حبيبه المصطفى تُعرض عليه أعمالنا كما ورد في الحديث: قال النبي : «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحْدِثُونَ وَيُحْدَثُ لَكُمْ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَمَا رَأَيْتُ مِن خَيْرٍ حَمِدْتُ اللهَ عَلَيْهِ، وَمَا رَأَيْتُ مِن شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللهَ لَكُمْ»[1].

نعم! وقلّ مَنْ ينتبهون إلى هذه الأمور، وخاصّة هناك قلّة قليلة للغاية يحفظون أعينهم عن النّظر المحرّم.


 

 



[1] "مسند البزار"، مسند عبد الله بن مسعود، ۵/۳۰۸، (۱۹۲۵).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34