عنوان الكتاب: نماذج من حياء السلف الصالح

الكلام وفحش القول لدرجة أنّه مِن الصعب جدًّا أنْ تخلو جلساتنا مِن هذه المعصية، فحيث اجتمع عدد قليل مِن الأصدقاء بدأت سلسلة النكات المضحكة المليئة بالكلام الفاحش البذيء ولساعات طويلة، فلا يخافون مِن عقوبة الآخرة، غير قلقين على الإطلاق مِن كلامهم هذا الذي قد يستوجب غضب الله تعالى، وهو قد نهانا عن ذلك حيث قال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ٩٠ ]النحل: ۹۰[.

لذا يجب علينا أنْ نتّبع أمر الله سبحانه وتعالى هذا، ونقضي حياتنا في الأعمال التي ترضيه، ونحاول أنْ نصبح مؤمنين كاملين بتجنّب الأعمال الّتي يبغضها ربّنا تعالى؛ ولأنّ الحبيب المصطفى يقول: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ»[1].

وكان سلفنا الصالح رحمهم الله يتجنّبون الكلام الفاحش البذيء وينصحون الآخرين المرتبطين بهم أيضًا بالامتناع عنه وعن سماعه.

أيها الإخوة! هناك أناسٌ قد يتجنّبون الفاحشة، ولكنّهم ينبسطون ويتمتّعون بفحش غيرهم بالكلام أو غيره، ولا يمنعونه أو ينصحونه؛ لأنّهم يتلذّذون بالبذاءة والفحش -نعوذ بالله- فيضيّعون آخرتهم، وممّا ورد في الأثر المليء بالعبرة الحديث التالي:


 

 



[1] "سنن الترمذي"، كتاب البر والصلة، ۳/۳۹۳، (۱۹۸۴).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34