عنوان الكتاب: صفات التاجر الناجح

مهن الأنبياء عليهم السلام وحرفهم

أيها الإخوة! ليس الكسب الحلال من أسباب تحصيل الفضيلة فقط، بل هو أيضًا سنّة محبّبة لكثير من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى جانب سنّة سيّد الأنبياء والمرسلين صلوات ربّي وسلامه عليه وعليهم أجمعين، فإنّهم قد عملوا جميعًا أعمالًا مختلفة.

قال العلّامة ابن الجوزي رحمه الله تعالى: اعلم أنّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لَمّا بعثوا داعين للخلق إلى الحقّ عزّ وجلّ لم يطلبوا من الخلق جزاءً، ولم يكن بُد من الجريان مع الأسباب، فاشتغل كلّ منهم بسببٍ، فكان سيدنا آدم حرّاثًا، وسيدنا نوح نجّارًا، وكذلك سيدنا زكريّا وسيدنا إدريس خيّاطًا، وسيدنا داود زرّادًا، وسيدنا إبراهيم زرّاعًا، وكذلك سيدنا لوط وسيدنا صالح تاجرًا، وسيدنا موسى وسيدنا شعيب وسيدنا محمّد رُعاة صلوات ربّي وسلامه عليهم أجمعين[1].

أيها الأحبة! لقد اتّضح لنا أنّه من أسباب الحصول على الرزق الحلال العمل، وقد اختار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الأعمال الحرفة والتجارة، ولا مجال للشكّ في عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من كلّ الشرور والمعاصي، فإذا كان لا بدّ من ارتكاب


 

 



[1] "كشف المشكل من حديث الصحيحين" لابن الجوزي، كشف المشكل من مسند أبي هريرة الدوسي، ۳/۵۷۸.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29