عنوان الكتاب: صفات التاجر الناجح

وعن سيدنا حكيم بن حزامٍ رضي الله تعالى عنه، أنّ رسول الله قال: «البَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَ البَيِّعَانِ وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَّبَا فَعَسَى أَنْ يَرْبحَا رِبْحًا وَيُمْحَقَا بركَةَ بَيْعِهِمَا، الْيَمينُ الْفَاجِرَةُ مُنْفِقَةٌ لِلسِلْعَةِ مُمْحِقَةٌ لِلْكَسْبِ»[1].

أيها الإخوة الأعزّاء! إنّ الكذب من الكبائر ولكن تشتدّ خطورته في البيع والشراء مع الأخ المسلم، ومن المؤسف! أنْ تكون كثرة الكذب اليوم علامة على الكمال والتقدّم عند البعض، ويزعم أنّ الصدق غباء وضعف، فنرى الكثير من النّاس لا يتردّدون في الحلف بالله تعالى كذبًا عند البيع والشراء، وليعلمْ مثل هؤلاء النّاس بأنّ لهم نصيب من الرزق مكتوب ولن يقلّل الصدقُ من رزقهم شيئًا، ولن يزيد الكذب في رزقهم شيئًا، ولكنّهم بالكذب يمحقون البركةَ ويعيشون الدمار الاقتصادي ويعاقبون عليه في الآخرة.

مهما كان عدد النجاحات التي يحقّقها الكذاب ففي النهاية ستدركه عاقبة الكذب في الدنيا، وقد يتأخّر عذابه إلى ما بعد الحياة فيضيّع آخرته ويعذب بفجور الكذب وهذا العذاب موجود ولا شكّ فيه، ولا مصيبة للإنسان أكبر من خسارة الآخرة، فيا ليتنا! نتعامل مع


 

 



[1] "الترغيب والترهيب" للمنذري، كتاب البيوع، ترغيب التجارة في الصدق وترهيبهم من الكذب، ۲/۳۶۶، (۴).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29