عنوان الكتاب: بر الوالدين وأثر الدعاء لأبنائهم

بينما إزعاجهما يقوده الى الجحيم، وأنّه لابدّ مِن برّهما وطاعتهما وإنْ كانا ظالمين، وإذا غضبَا على أحد الأبناء أو وبّخاه أو ضرباه أو طرداه من المنزل فعليه أنْ يلوم نفسه بدلًا من ملامتهما، وأنّه على خطأ في تصرّفه معهما، وأنّه إذا أسعدهما وبرّ بهما وأطاعهما لَمَا وصل لما هو عليه اليوم؛ لأنّ الآباء عادة رحماء بأولادهم، وأهل شفقة عليهم.

أيها الأحبّة الكرام! وقد دلّ الحديث الأخير على أنّ حقّ الأمّ أكبر وأعظم من حقّ الأب فحقّها مقدّم في الطاعة والبرّ وحسن المعاملة على حقّ الأب، ولذلك يجب على مَن كان آباؤهم على قيد الحياة أنْ يفكّروا: هل نحن نؤدّي حقوق والدينا؟ هل نتحدّث معهم بلطفٍ ولين؟ هل نحترمهم ونتأدّب معهم؟ هل ننزعج من خدمتهم؟ عندما يوبّخوننا هل نحدّق إليهم ونتشاجر معهم؟ هل نُطيعهم في المعروف؟ هل نطلب الدعاء منهم؟

ولننتبه أيّها الإخوة الأكارم! أنّ دعاء الوالدة سريع الإجابة كما جاء في بعض الروايات: "دعوة الوالدة أسرع إجابة"؛ لأنّ هي أرحم مِن الأب، ودعوة الرَّحِم لَا تسقط[1].

نستمع إلى بعض القصص الأخرى المشتملة على بركات الدعاء عازمين على أنْ نقوم بأعمال تدعو لنا أمّهاتنا مِن أجلها.


 

 



[1] "الطبقات الشافعية الكبرى" للسبكي، ٦/٣١٧، ملخصًا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31