مكانة الأمّ

أيها الإخوة الأعزّاء! إنّ الأم هدية لا تقدّر بثمن، وقد جاء فضلها في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة، ومَن أطاع الأمّ نال رضا الله تعالى ورسوله ﷺ، أنتم تعلمون أنّ الأمّ تضحّي براحتها من أجل راحة أولادها، فهي سبب وجود ولدها، تهدهد طفلها لتهيّئته للنّوم ما دام صغيرًا، تتألّم وتبكي عندما ترى ولدها مريضًا، وتسهر طوال اللّيل حتّى في الشتاء القارس من أجل ولدها المريض، تراجع المستشفيات باهظة الثمن والصيدليات مرارًا وتكرارًا من أجل أطفالها المرضى، تكرس حياتها كلّها لأبنائها لجعل مستقبلهم أفضل.

إنّها كشجرة الظلّ لأطفالها، تتحمّل هي الحرارة وتستخدم المروحة اليدويّة من أجل راحة ولدها ولفترةٍ طويلةٍ هي تجلس في الشمس وتضع أطفالها في الظلّ بكلّ سرور، تدلل أطفالها وتلبّي طلباتهم ولو بالاقتراض من الآخرين، تلمّهم ولا تتركهم يتشرّدون بعد وفاة زوجها، تتحمّل المشاقّ والمصاعب قبل الولادة وأثناءها وكذلك بعدها تتحمّل المصاعب ليكونوا صالحين، تسعدّ بوضع اللّقمة التي هي لها في فم أطفالها وتنام هي جائعة، تضع أطفالها في فراش دافئ وهي نفسها تستلقي على أرض باردة، لا تفكّر في أطفالها بالسّوء، تفرح عندما ترى أطفالها سعداء، تقلق عندما ترى أطفالها متألّمين، تساندهم عند