عنوان الكتاب: بر الوالدين وأثر الدعاء لأبنائهم

فتحيّر وأخبر صاحبَه وأحضر الحدّاد وقيَّدُوني، فلمّا مشيتُ خطواتٍ سقط القيد من رِجلي، فتحيّروا من أمري فدعوا رُهبانهم، فقالوا لي: ألكَ والدة؟

قلتُ: نعم.

قالوا: قد وافق دعاءها الإجابة، وقالوا: أطلقكَ اللهُ فلا يمكننا تقييدك، فردّوني وأصحبوني إلى ناحية المسلمين[1].

أيها الأحبّة الكرام! هذه حكاية من أثر في دعاء الأمّ لولدها وأنّها عندما تدعو لأبنائها رافعة يديها إلى مولاها جلّ وعلا فلا يردّهما صفرًا، فيستجيب دعائها ويرفع عن أولادها البلاء والمصائب، فهنيئًا لمَن كان والداه على قيد الحياة وهما من أهل الرضى عليه وعلى إخوته، هنيئًا لمَن يبرُّون بآبائهم وينالون رضى الله بخدمتهما، ولذلك إذا أردنا أنْ يرضى الله ورسوله عنّا فعلينا أنْ نحترم آباءنا ونذكّر إحسانهما إلينا، ونصبر على قسوتهما وتقلّب مزاجهما، ونعتني بهم أشدّ الاعتناء، ونعاملهم معاملةً حسنةً، ونقوم بتلبية احْتياجاتهم المشروعة، ونطيعهم في الحلال والمباح، وخاصّة عندما يكبر الآباء فإنّهم في مثل هذا الوقت بأمسّ الحاجة إلى تعاطف أبنائهم معهم ومساعدتهم لهم، ففي الشيخوخة يضعف الجسد، ويصاب الجسم بالأمراض ويبتعد عنهم الأقارب.


 

 



[1] "عيون الحكايات" لابن الجوزي، الحكاية الثامنة والأربعون...إلخ، ص ١٦٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31