عنوان الكتاب: فضل إخفاء الأعمال الصالحة

قال العلّامة عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى: قَدْ يَكُونُ الْبَاعِثُ لِلإِنْسَانِ عَلَى إِظْهَارِ الطَّاعَةِ قَصْدَ الرِّيَاء وَلِإِبْلِيسَ اللَّعِين تَلْبِيسٌ أَيْ: تَخْلِيطٌ عَلَى الْإِنْسَانِ فِي جَانِبِ الإِخْلَاصِ وَجَانِبِ الرِّيَاءِ بِحَيث لَا يَكَاد يتَمَيّز كَمَال التَّمْيِيز، أَحَدهما مِنَ الآخرِ فَالْزَم التَّيَقّظ[1].

صام داود الطائي أربعين سنة ولم يعلم به أهله

أيها الإخوة الكرام! من أجل الابتعاد عن آفة الرياء والحرص على إخفاء الأعمال الصالحة، تعالوا نستمع لقصّةٍ إيمانيّةٍ عجيبةٍ من حياة سيدنا داود الطائي رحمه الله تعالى: عن سيدنا ابن أبي عديّ رحمه الله تعالى يقول: صام سيدنا داود الطائي رحمه الله تعالى أربعين سنة، ما عَلِمَ به أهله، وكان خرّازًا، وكانَ يحمل غداءه معه وَيتصدّق به فِي الطريقِ وَيرجع إِلَى أهله يفطر عشاء، لا يعلمون أنّه صائم[2].

أيها الأحبة الكرام! قال نبيُّ الله سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام حول إخفاء الحسنات والصيام والصدقات: إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلْيَدْهَنْ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ وَيَمْسَحْ شَفَتَيْهِ لِئَلَّا يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ صَائِمٌ، وَإِذَا أَعْطَى بِيَمِينِهِ فَلْيُخْفِ عَنْ شِمَالِهِ، وإذا صلّى فَليَرخِ سِتْر بَابه[3].


 

 



[1] "الحديقة الندية"، المبحث السادس من المباحث السبعة...إلخ، ١/٥١٧.

[2] "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي، داود بن نصير، ٨/٣٤٦.

[3] "إحياء علوم الدين"، كتاب ذم الجاه والرياء، بيان ذم الرياء، ٣/٣٦١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25