عنوان الكتاب: فضل إخفاء الأعمال الصالحة

أيها الأحبّة الكرام! ها قد سمعتم أنّ أوّل أمير المؤمنين وخليفة المسلمين سيدنا أبا بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه كان يتعاهد عجوزًا كبيرةً عمياء ويقوم بأعمال بيتها وهو خليفة المسلمين في ذلك الوقت، ولم يعجبه إطلاقًا أنْ يطّلع شخص آخر على ما يقوم به من الأعمال الصالحة ليمدحه، ولذا كان يخدمها سرًّا في عتمة الليل، الملايين من التحايا لأمير المؤمنين سيدنا أبي بكر الصدّيق رضى الله تعالى عنه لحرصه على إخفاء أعماله الصالحة، كما تدلّ هذه القصّة على تواضعه ومحبّته للفقراء والمساكين وحرصه على المسارعة في الخيرات، وفيها لمحةٌ جميلةٌ مِن نصحه لأمّة سيدنا النبي المصطفى ، فيا ليتنا! نسير على خطاه رضي الله تعالى عنه، آمين بجاه النبيّ الكريم .

أيها الأحبّة الكرام! هناك أناس يعيشون في المجتمع ويختارون أسلوبًا في معيشتهم وحياتهم ليكونوا مشهورين، بينما أهل الله سبحانه وتعالى لا يحبّون الشهرة ويحاولون بحكمة إخفاء عبادتهم وحسناتهم.

ربّي! لا أريد الحياة بعد الشهرة

كان بعض السلف الصالح رحمه الله تعالى يسأل ربّه تبارك وتعالى أنْ يكرمه ويستره، فقام ليلةً إلى الصباح يصلّي ويبتهل إلى الله تعالى، فنظره إليه بعض أصحابه، فرأى فوق رأسه قنديلًا معلَّقًا مِن النّور يتشعشع لناظِرِيه، فقيل له في ذلك، فقال:


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25